-A +A
عكاظ (جدة) OKAZ_online@
أبى عام 2017 أن يطوي ما تبقى من جلبابه دون ضخ القرارات الاستثنائية في سجلاته على الأقل في الداخل السعودي، فدور السينما تعود إلى المملكة بعد قطيعة استمرت قرابة الـ4 عقود، في قرار كان يترقبه الكثير من صناع المحتوى المرئي الذي شهد ازدهاراً في الخمسة أعوام الماضية. ومن سينما الأحواش، أطل السعوديون على الإنتاج السينمائي العالمي والإقليمي، حتى جاءت السينما الصيفية في المنطقة الغربية، ويتذكر الكاتب الدكتور عبدالله مناع في حديثه لـ «عكاظ» حضوره للسينما الصيفية في أبحر الجنوبية برفقة زوجته في سبعينات القرن الماضي، معتبراً أن دور السينما في تلك الفترة «مهددة» وليست «ممنوعة».

وأشار الصحفي الزميل علي فقندش، في تحقيق صحفي نشر في «عكاظ» في 2012، إلى ازدهار «أحواش السينما» في منتصف خمسينات القرن الماضي في جدة وتحديداً في حي البغدادية الشرقي (حارة الجماجمة)، عازياً ثباتها خلال عقدين من الزمن إلى وقوف أسر تجارية كبيرة وراء الصناعة. ولم تكن أحواش ودور السينما حكراً على مدينة جدة أو الطائف، بل يلفت الباحث البحريني الدكتور عبدالله المدني إلى وجود سينما (دور عرض وشبابيك تذاكر وجمهور مشاهدين وأفيشات أفلام)، في المنطقة الشرقية، وتحديداً في نطاق الحي السكني لكبار الموظفين الأجانب، والحي السكني للموظفين المتوسطين السعوديين والعرب العزاب في كل من الظهران وبقيق ورأس تنورة ومدن النفط الحديثة الأخرى. ويؤكد المدني في مقالة نشرها في «عكاظ» في بداية العام الحالي، الذي عاصر تلك الحقبة في المنطقة الشرقية والتي يعزو إليها تنمية ذائقة جيله الفنية، وجود دور سينما في القاعدة الجوية بمطار الظهران الدولي. وبعد عام 1979، بدأت ملامح دور السينما في الخفوت، ولا يرى عبدالله مناع سبباً محدداً لاختفاء دور السينما من جدة والطائف سوى القول «إن كل شيء تغير بعد ذلك العام».