-A +A
خالد صالح الفاضلي
كاد العالم المحارب للإرهاب يُعلق مشنقة لملالي إيران، كاد، كاد، لكن «عفاش» سبق «عشماوي» وقطع حبل المشنقة، ومسح من أرض الجريمة أكبر دليل إدانة، المتجسد بوجود «الحوثي» على أرض النزاع الدولي ضد الإرهاب.

قامت إيران، والحوثي بانسحاب «تكتيكي – مؤقت»، بعد أن اتضح علناً - وبلغة مباشرة - أن الرد السعودي العسكري سيكون على طهران مباشرة في حال قدوم صواريخ إيرانية إلى الأراضي السعودية من اليمن، حتى لو كانت يد الزناد «الحوثي»، أو «حسن».


لعب «عفاش» دور البطل المنقذ للملالي والحوثي وحزب الله من عدالة دول محاربة الإرهاب، رداً للجميل الإيراني، في مواجهة «1226»، بصفته قراراً أممياً ضد لعبته، وتم تقديم الحوثي للواجهة، وانسحب «عفاش» إلى ظل المعركة بعيداً عن نارها.

قال لي نادل الجمر في مقهى، وبلهجة يمنية صرفة «عندما نغضب يتمسك اللسان بلهجته الأصيلة»، قال: «نزعوا صورة الحوثي، دعسوا عليها بالأقدام، وأعطوا ميليشيات الحوثي ملابس قوات صالح، عادهم في الشوارع»، هذا ما يؤمن به رجل الشارع اليمني، فلماذا نحن نؤمن بحكايات أكثر رومانسية عنه؟.

تهرب إيران من مواجهة مسلحة مباشرة، بعد سنوات حربها الخاسرة في مواجهة العراق، ولها يقين العلم بأن قواتها لن تصمد «6 ساعات» في حرب دون أن تسقط هيبتها، وتخسر معركتها، وتكون في مواجهة الشارع الإيراني المحتقن، فكل ما تخشاه إيران منذ سنوات وصول حجر إلى صورتها الزجاجية الهشة القابلة للتهشم، فإيران عسكرياً مجرد صورة من زجاج.

يعود – بإرادته – الحوثي إلى جحره القديم، وليس بصراخ «هبَة» عفاش، فتبتعد إيران سنتين أو 3 عن المواجهة المسلحة، وينجو «حزب الله» من مواجهة مصير «ياسر عرفات» عام 1982، فلبنان لدى إيران أهم حالياً من اليمن، ويصبح الوطني العربي «يا دار دخلك شر»، فسقوط كلمة «ما» من المثل العامي القديم بات يتحقق.

بدأ «عفاش» أغنيته الجديدة، ومواويل «إسقاط كل جهد قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن»، مستنداً إلى أن «الحوثي» غادر أرض المعركة، وأن مرتكزات الحرب باتت معدومة، فشعار «لا حوثي في اليمن بعد اليوم» تعني وهماً لا إيران في اليمن بعد اليوم، وسيردد بفتح المطارات، والموانئ، ويكثف من استخدام مفردات الحصار، الغذاء، الدواء، الأطفال... إلخ.

كان الانقلاب الأول ضد الشرعية اليمنية «عفاشي»، تلاه انقلاب ثان «حوثي»، ثم عاد «العفاشي» كانقلاب ثالث، وبعد عام أو أكثر يعود انقلاب رابع «حوثي»، وتستمر لعبة الانقلابات تواليا، فلا أحد يشبه المزيج الكيميائي الرباعي «إيران، أنصار الله، حزب الله، وعلي عبدالله صالح».

لم تصدق «مسرحية عفاش»، ولن يستقر العالم العربي إلا بهدم صومعة الملالي في طهران، ولن ترفع إيران يدها عن «كماشة» نجاحها في السيطرة على شمال الوطن العربي «لبنان» وجنوبه «اليمن»، أما عفاش فقد رحل وأنصاره يرددون المثل المصري بعد التعديل «ما بلاش يا عفاش».

أخيرا انتهت مسرحية عفاش وأتى الدور على الجرذ الحوثي المتخفي في جحور جبال مران، ينتظر مصيره الذي لن يقل عن مصير عفاش.

jeddah9000@

jeddah9000@hotmail.comm