-A +A
خالد السليمان
الموقف الأمريكي الأخير من الأزمة اليمنية الذي حمله بيان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أدان الأعمال الحربية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي ضد السعودية، وشجب ممارسات القمع الوحشي التي تمارسها ضد معارضيها في صنعاء، وقتلها للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وطالب دول التحالف بالسماح بتدفق البضائع التجارية والوقود عبر المنافذ الحدودية، وفي الوقت نفسه دعا لمستقبل يمني يخلو من الميليشيات الموالية لإيران !

السؤال كيف يمكن تحقيق الرغبة الأمريكية بمستقبل يمني يخلو من الحوثي، دون خوض الحرب وحصار الحوثي ومنع تهريب الأسلحة التي تتدفق متدثرة بالبضائع التجارية، والتحكم بتوفر الوقود الذي يحرك آلياته الحربية ؟!


فالحوثيون لن يتنازلوا طوعا عن مشروعهم الإيراني، ولن يحزموا حقائبهم ويغادروا صنعاء إلى صعدة باختيارهم ليتحولوا من مقاتلين إلى مزارعين، لذلك على الأمريكيين أن يشرحوا لنا كيف يمكن تحقيق رغباتهم ؟!

في الحقيقة كان يمكن لهذه الحرب أن تنتهي مبكرا لو أن المجتمع الدولي اتخذ موقفا صلبا وحازما لدعم الشرعية اليمنية، وتعامل مع الحوثيين على أنهم جماعة عميلة لإيران خارجة على الشرعية، بدلا من المواقف «المائعة» التي وفرت الغطاء السياسي للحوثيين، وأرسلت إشارات خاطئة شجعتهم على التمادي في ممارساتهم العدوانية، كما أن الأمم المتحدة تجاهلت مطالب الشرعية اليمنية والتحالف العربي بإخضاع ميناء الحديدة لإشراف دولي يحول دون جعله شريان حياة أعمال الميليشيات الحوثية الحربية !

في اليمن حرب فرضها الحوثي بالنيابة عن إيران على اليمنيين وجيرانهم، وعلى المجتمع الدولي أن يستوعب جيدا ما قاله الشيخ محمد بن زايد مؤخرا، من أن أي حل في اليمن لا يمكن أن يكون على حساب أمن واستقرار جيرانه !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com