-A +A
سعيد السريحي
70 عاما مرت لم يرفع العرب خلالها شعارا كما رفعوا شعار تحرير فلسطين، كلما شاخ جيل ورث الجيل الذي يليه الشعار وكلما وهنت يد جيل تسلمت راية العودة يد جيل آخر، 70 عاما هتف في الـ20 عاما الأولى منها مطالبين بعودة النصف السليب من فلسطين، وحين ضاع النصف الذي كان في أيديهم ظلوا الـ50 عاما الأخرى يطالبون بالنصف الذي كان في أيديهم، معلنين استعدادهم للتنازل عن النصف القديم.

70 عاما كانت فيها فلسطين حجة الأنظمة الثورية حين تثور باسمها يخطب الزعماء من على منصة حينا ومن على ظهر دبابة حينا وبالعمل على تحريرها يكتسبون شرعيتهم ويظفرون برضى شعوبهم، باسمها قامت الثورات ضد الأنظمة وانقلبت الميليشيات ضد الثورات وتظاهرت الشعوب ضد الحكومات وقمعت الحكومات الشعوب المتظاهرة.


70 عاما بقي الشعار العربي مطويا «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» ولم تكن هناك معركة ولا يحزنون، وإنما هو الصوت الذي أصبح وصفا للعرب كما قال القصيمي «العرب ظاهرة صوتية».

70 عاما من تعطيل التنمية وانهيار الاقتصاد وهشاشة التعليم وتخلف البحث العلمي، ولم يسترد العرب فلسطين ولا حرروا القدس، وانتهوا إلى وضع هو أكثر فداحة من ضياع فلسطين واحتلال القدس.

ولو أن العرب أسسوا خلال الـ70 عاما كما ينبغي، ولو أنهم بنوا اقتصادهم كما يجب، ولو طوروا تعليمهم ليتصلوا اتصالا علميا بالمنجز الإنساني المعاصر ويساهموا في تطور البشرية، لو أنهم فعلوا ذلك لكانوا أمة يحترمها العالم، فلا يمس حرم مقدس لها، 70 عاما من ضياع العرب وليس من ضياع فلسطين، فهل يدرك العرب أن تحرير فلسطين يبدأ من التحرر من الشعارات والأوهام.