-A +A
ما زالت تتوالى في أقطار العالم العربي قاطبة، بل في أرجاء العالم، ردود الفعل الغاضبة والمنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وبما أن مدينة القدس تحمل رمزية خاصة لدى المسلمين، باعتبار المسجد الأقصى فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كانت مبررة الهبة الاعتراضية والاحتجاجية التي اجتاحت كل من له وجدان ينبض بحب القدس وأرضها المباركة.


إلا أن الشيء اللافت كان بروز بعض الأصوات النشاز التي نعقت خلال الأيام الأخيرة، مستغلة المشاعر المتأججة بهذه المناسبة لتنفث سمومها المليئة بالحقد المؤدلج تجاه دول عربية محددة من بينها المملكة العربية السعودية.

وتجاهل هؤلاء الذين لا يمكن وصفهم سوى بأدوات صغار في مشروع تفتيت المنطقة عن كل ما قدمته الرياض من دعم لا محدود للقضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م، وليس آخرها قضية الأبواب الإلكترونية، وتدخل المملكة السياسي الذي أنتج ضغطا على إسرائيل أنهى هذه الأزمة، وما تخلل ذلك خلال العقود الماضية من إنشاء اللجان الشعبية التي خصصتها لمساعدة الشعب الفلسطيني، وصندوق دعم القدس، وتحمل نفقات ترميم وإصلاح قبة الصخرة والمسجد الأقصى ومسجد عمر، إضافة إلى اعتبار المملكة الداعم الأكبر لميزانية السلطة الفلسطينية.

إن ما قدمته المملكة وتقدمه دون من ولا أذى للقضية الفلسطينية يفوق بكثير كل ما قدمه أصحاب الشعارات الرنانة والأجندات الخفية الذين لا هم لهم سوى تحميل المملكة كل الأخطاء التي تسببوا بها.