-A +A
سعيد السريحي
يمكن للجنرال سليماني قائد فيلق القدس أن يقود معركة في العراق ومعركة أخرى في سورية، كما يمكن له أن يكون مستشارا للحوثيين في اليمن ومحرضا على الفوضى في البحرين وموجها لحزب الله في لبنان، غير أنه غير مستعد ولا قادر على أن يخوض معركة واحدة من أجل القدس التي لطخ اسمها وتاريخها وقدسيتها حينما اتخذ منها اسما للميليشيات التي يقودها.

ويمكن للحوثيين أو أنصار الله كما يزعمون لأنفسهم أن يتقافزوا أمام وسائل الإعلام كقرود جبال صنعاء هاتفين الموت لإسرائيل الموت لإمريكا ثم لا يحملون الموت إلا لليمن وشعب اليمن وحليفهم السابق علي عبدالله صالح.


ويمكن لحسن زميره وحزبه المتسمي زورا وبهتانا بحزب الله أن يقاتل في سورية والعراق واليمن ويدبر المكائد في البحرين ويكون الجماعات السرية في الكويت ويحتل مفاصل الدولة اللبنانية، غير أن ليس لحزب الله أن يطلق صاروخا واحدا أو رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، ويكفيه من فلسطين ومن القدس أن تكون موضوعا للخطب الرنانة والتصريحات النارية.

ويمكن لحماس أن تتحمس كثيرا في الحديث عن النضال ضد الغاصب المحتل وأن تتهدد وتتوعد فإذا جاء الجد اكتفت بالطلب من الفلسطينيين أن ينتفضوا وكأنهم بحاجة إلى إذنها أو في انتظار توجيهاتها كي يخرجوا مستنكرين القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

الأحداث الأخيرة أكدت لنا أن جماعات الممانعة مصابة بحول العينين؛ إذ تعلن جهادها ضد جهة ثم تضرب ميليشياتها جهة أخرى، جماعات تستغفل الفلسطينيين والعرب والمسلمين فتدعي نضالا ليس موجودا على أجندتها وإنما على تلك الأجندة خطط وبرامج وأطماع ليس من بينها القدس ولا فلسطين.