-A +A
إبراهيم شالنتو (جدة)
تقول الحكمة العربية القديمة «خير المقال ما صدقته الفعال»، وعلاقة المملكة العربية السعودية مع القضية الفلسطينية ظلت طوال عقود علاقة أفعال تصمت عن ساقط الأقوال ولا تعيرها بالا، فالتاريخ حاضر ويكتب أن المملكة وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الزمان أخذت على عاتقها قيادة وشعبا مسؤولية تقديم الدعم والمساندة للقضية العربية الأهم، معتبرة إياها من الثوابت التي تشكل محور سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية وإن اختلف الزمان والمكان، وهو مبدأ أرسى دعائمه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إذ كان ـ طيب الله ثراه ـ أول من رفض عام 1926 الاعتراف بشرعية الوجود البريطاني في فلسطين، رافضا كذلك الاعتراف بوعد بلفور المشؤوم، معتبرا أن الحقوق الثابتة للأمة لا يجوز التنازل عنها، وهي المواقف التي توارثها أبناؤه من بعده وأصبحت إرثا سعوديا خالصا.

وما تقوم به بعض الأذرع الإعلامية الإيرانية حاليا من محاولات مكشوفة لتشويه وطمس المواقف السعودية المشرفة من القضية الفلسطينية لا يعدو كونه محاولات بائسة وعبثية لا طائل من ورائها، فمن الواضح أن المشاريع الاستفزازية لإيران وأذنابها في المنطقة قيد التحطم والانهيار الآن على صخرة الصمود العربي الذي تقوده المملكة وكل المتضامنين معها من الشرفاء في أنحاء العالم العربي والإسلامي، من مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها. فالمملكة تعزيزا لثوابتها تتعامل مع الثرثرة الإيرانية بحكمة ابن العاص «الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه صدع».