-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
احتفلت خلال الأيام الماضية الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى مع زوجها الأمير فليب بمرور سبعين عاما على زواجهما، نعم سبعة عقود من الزمن وهما متزوجان سعيدان مثل أول يوم على زواجهما، وقد تزوج دوق أدنبرة الأمير فيليب والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر في يوم 20 نوفمبر عام 1947م. أكتب هذه الكلمات بعد ما قرأت في «عكاظ» في 12 ربيع الأول 1439هـ على صفحتها الأخيرة خبر بعنوان: 5337 حالة طلاق في صفر ومكة المكرمة تتصدر، وقد قال الله في تعظيم الزواج: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا). الآية. لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وصى في حجة الوداع بالنساء وثبت وصية بالغة، وحض حضا شديدا على حسن معاشرتهن ومعاملتهن، فقال عليه الصلاة والسلام: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، رواه مسلم، وقال صلوات الله وسلامه عليه: استوصوا بالنساء خيرا. وقوله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخيارهم خيارهم لنسائهم).

قبل الزواج تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي حصل عليها من اليونان والدنمارك وأصبح الملازم فيليب مونتباتن آخذا كنية عائلة والدته البريطانية، وقبل الزفاف فقط أصبح دوق أدنبرة ومنح لقب صاحب السمو الملكي، تزوج دوق أدنبرة، فيليب حيث تلقوا بعد زفافهم حوالى 2500 هدية من جميع أنحاء العالم.


يذكر أن الثنائي البريطاني من أصول هندية كرم تشاند وزوجته كارتاري حطما الرقم القياسي لأطول زواج في العالم، بعد أن عاشا معا 90 عاما، ونلاحظ أن حالتي كرم تشاند بريطاني الجنسية وإليزابيث ملكة بريطانيا، بغض النظر عن نوعية الزواج، تؤكدان أن معدلات الطلاق في العالم العربي مرتفعة جدا، فكل الدول العربية ومن دون استثناء سجلت معدلات قياسية في حالات الطلاق. ٨ حالات في الساعة في السعودية، ٢٠ حالة كل ساعة في مصر، ٤ حالات كل ٣ ساعات في تونس، ٤ حالات يوميا في الإمارات، ٦٠ ألف حالة سنويا في العراق، حالة كل ١٠ دقائق في الجزائر و١٥ ألف حالة سنوياً في الأردن. الزواج التقليدي الخالي من الحب هو الذي يستمر أكثر وليس فقط في عالمنا العربي بل في كل دول العالم، وفي الواقع حتى الرجل الغربي بات يفضل أن يتزوج امرأة لا تجمعه بها علاقة حب شرط أن تمتلك المواصفات التي يبحث عنها، وعليه فإن مشاعر المودة والقدرة على خلق الروابط هي الأهم لكونها أثبتت أنها أفضل حين يتعلق الأمر باستمرارية الزواج، نعود للملكة إليزابيث من أسعد الأوقات في حياتها كانت أيام ميلاد وزواج أولادها وأحفادها وتنصيب الأمير تشارلز على ولاية ويلز، والاحتفال بأهم الإنجازات والأحداث التاريخية كمناسبة اليوبيل الفضي والذهبي والماسي في عام 1977م، 2002م، 2012م على التوالي. أما عن لحظات الحزن والأسى فكانت، لحظة موت أبيها عن عمر يناهز الـ56 عاما، واغتيال خال الأمير فيليب، اللورد لويس مونتباتن، وانهيار زواج أبنائها في عام 1992م، ذلك العام الذي يطلق عليه العام المشؤوم، ووفاة الأميرة ديانا أميرة ويلز والزوجة الأولى للأمير تشارلز، أيضا وفاة والدتها وشقيقتها في عام 2002م. فهل رأى الحب عشرة مثلنا.

للتواصل ( فاكس 0126721108 )