-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في صورة العواقب الوخيمة التي ستنتج عن اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، باعتبار أن القرار يمثل استفزازا كبيرا لمشاعر المسلمين كافة حول العالم، نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين.

الرئيس ترمب الذي هاتف الملك سلمان أمس الأول وأخبره بأن عليه أن يتحمل قرار الاعتراف بالقدس، خصوصا أن هذه الخطوة ستنسف عملية السلام برمتها وستؤدي إلى عرقلة أي تسوية نهائية، وتزايد الإرهاب التي حاربته السعودية بكل قوة. السياسة السعودية كانت على الدوام ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وأي خطوة للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يخالف القرارات الدولية والتي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها، كما أنه سيؤجج المشاعر ضد الإدارة الأمريكية باعتباره تغييراً جوهرياً وانحيازاً غير مبرر في موقف الولايات المتحدة الأمريكية المحايد في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام.


السعودية التي كانت ولاتزال وستظل داعمة لقضية القدس باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وضعت الإدارة الأمريكية على تداعيات هذه الخطوة والعواقب البالغة السلبية لها، لأنها حتما ستؤثر على قدرة الولايات المتحدة على مواصلة مساعيها في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وتغيير الصورة للإدارة الأمريكية لترمب والعودة إلى المربع صفر.. ولايمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، خصوصا أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم تحظ باعتراف دولي، كما أنه لا توجد أي سفارة لأي دولة في القدس. ونقل السفارة الأمريكية سيفتح الباب لدول أخرى لنقل سفارتها وهذا يعني ذوبان الدولة الفلسطينية وتأجيج مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين. قضية القدس كانت حاضرة في وجدان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي حرص على استمرار موقف المملكة حيال قضية القدس الشريف في الوقت الذي صعدت فيه إسرائيل من مخططاتها الاستيطانية والتهجيرية في مناطق القدس في أخطر مشاريع التهويد والتطهير العرقي في القدس ومحيطها.

إنها نكبة جديدة بعد نكبة 48.. الملك سلمان حذر وأنذر..القدس في قلوبنا... وهي عاصمة للدولة الفلسطينية.. شاء من شاء وأبى من أبى.