-A +A
سعيد السريحي
أعجب ما في قضية مستشار وزارة التجارة والاستثمار، الذي تمت إقالته من منصبه، ذلك التناقض الذي وقع فيه بين تصريحه خلال حضوره حفلة تضمنت عرضا للأزياء وتسريحات الشعر، وتغريدته التي أعقبت الاستنكار لما جرى في تلك الحفلة، وما رأى كثيرون أنه خارج عن قيم البلد وعاداته وتقاليده.

شهد المستشار المقال تلك الحفلة، وكان يتوسط الحاضرين باعتباره محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتحدث بعد الحفلة لوسائل الإعلام عن دهشته بما تم عرضه وإعجابه به، مؤكدا أنها لم تكن حفلة تقليدية كما كان يتوقع، وحين تسربت مقاطع من تلك الحفلة واستنكر الناس ما رأوه فيها، ظهر على موقعه في تويتر مغردا: «تستنكر الهيئة ما صاحب افتتاح أكاديمية نضرة للتجميل الأربعاء الماضي في الرياض؛ والذي لا يمثل تقاليدنا الإسلامية، حيث إن العرض المقدم خلال الحفلة لم يكن للهيئة علم به»، وهو ما أثار حفيظة متابعيه، فعلقوا مستغربين هذا التناقض بين تصريحه وتغريدته، وبين حضوره حفلة الافتتاح وادعاء أن الهيئة لم يكن لها علم به، وكأنما نحن أمام شخصين أحدهما يحضر ويبدي إعجابه وآخر يستنكر ويؤكد عدم علمه، أو بين شخصيتين إحداهما تحضر المناسبات وتشيد بها وأخرى ترأس الهيئة وتستنكر ما لا يمثل تقاليدنا الإسلامية.


وبصرف النظر عن تناقضات سيادة المستشار، الذي تمت إقالته، فإن ما ينتظره المواطن، أو معالي المواطن كما يقول صديقنا الإعلامي المتميز علي العلياني، ما ينتظره المواطن من الهيئة العامة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة أمر آخر، لا تمثله الحفلات ولا يقتصر على احتفاء المحافظ بتسريحات الشعر وأدوات التجميل وعروض الأزياء، ما ينتظره المواطن هو دعم المشاريع التي تصب في صالح التنمية وتسهم في بناء الاقتصاد وتوفر عيشا كريما للمواطنين، سواء كان ذلك الدعم ماديا أو دعما بتسهيل الإجراءات أو تقديم المشورة التي تساهم في إنجاح تلك المشاريع، وذلك ما ينتظره المواطنون ممن سيحل محل المستشار المقال..