-A +A
عبده خال
أحفظ جملة تقول: لا تضع عطرا جديدا في آنية قديمة.

ولأن لكل زمان عطره وطيبه، بدأ المجتمع يستشعر أن بعض أعضاء مجلس الشورى غدا آنية قديمة، انتهت صلاحية بقائه على الهيئة التي هو فيها، فهو مجلس متأخر كثيرا عن التسارع السياسي والاجتماعي، وكان من المفترض أن يكون قائدا لأي تغير كونه يحمل صفة السلطة التشريعية، وهذه السلطة -في الغالب- تتلمس احتياجات الوطن والمواطنين وتسن التشريعات من أجل التقدم للأمام.


وإذا أسقط مجلس الشورى تمكين المرأة من شغل الوظائف الدبلوماسية في سفارات وقنصليات وبعثات المملكة بالخارج بصوت واحد، فهذا يعني تساوي موقف المصوتين من القضية المصوت عليها بافتراق صوت واحد أضيف لمن لا يرى أهمية لتمكين المرأة، وهنا لا يعتبر الصوت المرجح قد أسقط المشروع، بل يعني أن هناك مثله رافضا وبهذه الحسبة يكون المسقط للقرار ليس واحدا.

وأي أمر متعلق بتمكين المرأة نجد أن مجلس الشورى يقف موقف المتعنت رافضا أو مجمدا، ويمكن الرجوع إلى سجلات المجلس في هذا الخصوص، فمثلا ملف قيادة المرأة للسيارة عاش من عاش ومات من مات ومجلس الشورى ممسكا السلم بالعرض..

ومعروف أن هناك قوى تلعب في أي مكان تحتاج قراراته إلى التصويت لكي تمر، والقوى المقصودة هنا هي القوى الرافضة لما يحدث من تغيرات اجتماعية متلاحقة ويمكن تسميتهم بالحرس القديم، الذي يرى أنه غير منسجم أو متناغم مع المتغيرات المستحدثة التي جاءت من أعلى الهرم.وقد جاء في الخبر أن جميع الأعضاء قد أعربوا عن أهمية قرار تمكين المرأة وأيدوه، وأثناء التصويت انقسم المصوتون إلى فريقين متساويين في الرفض والقبول إلا أن الرافضين كسبوا بصوت مثّلهم يقف رافضا.

وقد أجاد من طالب أن يكون التصويت علانيا (للوقوف على مواقف ما أسموه «الكتلة الصامتة»، التي لا يُعرف موقفها من قضايا المرأة أمام المجلس والمجتمع).

إزاء هذا يمكن إعادة البداية بالقول إن أعضاء مجلس الشورى يمثل آنية قديمة لا تصلح لأن يكون حاملا لعطر جديد.