-A +A
خالد السليمان
بعض الناس تشعر كما لو أن لديهم ثأراً مع المرافق والأماكن العامة، يسيئون استخدامها ويتساهلون في إتلافها، ولا يهتمون بالمحافظة عليها، فهل المشكلة هنا غياب الوعي بأن الملكية العامة لهذه المرافق تعود للمجتمع الذي هم جزء منه، أم غياب احترام القانون والخوف من عقوباته عند غياب العين الرقيبة ؟!

تعمد إتلاف المرافق العامة أمر محير خاصة عند افتتاح مشروع جديد، كما حصل مع مشروع الواجهة البحرية الجديدة لجدة، فتداول صور لسرقة وإعطاب بعض أدوات مرافق الخدمات، وإعلان أمانة جدة إحالة ملف ١٩ شخصا ضبطتهم كاميرات المراقبة يسيئون استخدام المرافق إلى الجهات الأمنية مستفز، لأنه يعني أن هؤلاء لا يستمدون المتعة والسعادة من الأماكن الجميلة التي أنجزت لتمنح حياتهم البهجة، بل من التخريب والإتلاف، وهذا يدل على وجود مشكلة نفسية تتطلب إضافة للعقوبات المخالفات النظامية علاجا لدى الأطباء النفسانيين للبحث عن الأسباب العميقة لهذا الغضب الداخلي الذي ينعكس تخريبا وإتلافا على المرافق العامة !


على كل حال المرافق العامة ليست عيادات مفتوحة لعلاجات الحالات النفسية للمخربين أو ميادين للتنفيس عن حالات الغضب الداخلي، كما أن لا شيء يجبر المجتمع على الصبر أو السماح لهؤلاء المرضى بتخريب متنزهاته ومرافقه التي أنفقت عليها الأموال الطائلة وصبر على إنجازها الأوقات الطويلة !

ومن لم يمتلك وعيا ذاتيا لاحترام حرمة المرافق العامة أو الحفاظ على المنجزات التنموية ومشاركة المجتمع ميادين سعادته، فإن القانون يجب أن يكون طبيبه المداوي !.

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com