-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
تتوالى سقطات قناة الجزيرة المشبوهة في سبيل نيلها من الشعوب العربية، وإذكاء نار الفتنة بين مكوناتها، وليس آخرها ما لوّثت يدها به من دماء اليمنيين، إذ لم تزل حتى البارحة تمارس دور «الوزغ» بنفخ نيران الجحيم، عبر أفواه مستأجرة، ليقفوا موقف دويبة لم ترض أن تكون النار برداً وسلاماً على إبراهيم. وتاريخ الجزيرة، طيلة 20 عاماً، تاريخ كالح مع العروبة والإسلام، إذ انتهجت سياسة العدوانية وتغذية الصراعات والطائفية وخدمة الأهداف الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين، من خلال تبني مشروع دعم النزاعات وإذكاء الفتن والصراعات، وما يبرر إحاطة الشكوك بالقناة مرده إلى أجندة التناقضات، إذ كانت ناقلا رئيسا لأحداث 11 سبتمبر 2001، وغطت حرب أفغانستان مباشرة من مكاتبها في كابول وتبنت بث تهديدات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والملا عمر للحكام والشعوب، وكانت على علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة، ومع بروز ما سمي بالربيع العربي حشدت الجزيرة قواها لتسويق العبث في الوطن العربي، وجعلت من الخطاب الإعلامي أداة للدمار والتحريض على الحروب والفتن، وسقطت في بؤرة التحريض الأعمى ونفث السموم بين شعوب كثير من البلدان العربية.

وظّفت الجزيرة التسجيلات المخابراتية للمسؤولين في مصر وليبيا واليمن، لزعزعة أمن واستقرار الدول، لتظهر كما لو أنها قناة مخابراتية تدار بعقلية الباعث للأزمات في الوطن العربي، وحرضت على القتل، لكل مخالف لسياسة قطر، بمن فيهم الرؤساء العرب، واتهمت بأنها وراء اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية، بعد ظهورهم على شاشتها. تورطت الجزيرة في التحريض على اغتيال إعلاميين منافسين، وتبنت دعوات تتهجم على برنامج «صناعة الموت» الذي تبثه أسبوعيا قناة العربية. وسمحت لمشاركيها عبر مواقعها بالتهجم على قناة العربية وبرنامجها وتضمن الهجوم دعوات صريحة بقتل مقدمة البرنامج المذيعة ريما صالحة.


ومع تشكل التحالف العربي الذي كانت قطر عضوا فيه، تحولت الجزيرة إلى محرضة عليه، من خلال أخبارها التي تبثها وتعمل فيها على تأجيج الصراع وتحويل الصراع في اليمن الى أكثر شراسة ودمارا، ورغم الانتصارات التي حققها التحالف العربي والشرعية في المحافظات الجنوبية إلا أن الجزيرة لم يرق لها ذلك، فتحولت إلى خطاب معاد لتوجهات دول التحالف والتهوين من دور التحالف في الاستقرار وحماية الأمن القومي لدول الخليج.

ويؤكد الإعلامي اليمني سام الغباري أن الجزيرة عادة ما تنفي أنها تعبر عن سياسة دولة قطر، إلا أن الحقيقة تكشف أن أداءها انعكاس لدور قطر، والشرط الوحيد لاستمرار دعم الحكومة القطرية للجزيرة هو أن لا تتعرض بالنقد أو النقاش لأداء تنظيم الحمدين، مشيراً إلى أنها من البدء كانت تعلي شأن صرخة الحوثيين ومسيراتهم كما فعلت في الحروب الست، إضافة إلى بثها تقارير مصورة عن مسيرات الحوثيين بمناسبة يوم القدس العالمي «كانت تصف الحوثيين بالمتمردين ثم تحولوا فجأة إلى مقاومين مشهود لهم بـالانتصار لقضية العرب الأولى (القدس)».