-A +A
سعيد السريحي
إذا كان شاحن جوال رديء الصنع قد أدى نتيجة احتراقه إلى إخلاء قاطني عمارة سكنية في الطائف، فإن على سكان جميع مدن المملكة الاستعداد لإخلاء مماثل، فالمعدات والمنتجات الكهربائية الرديئة لا يكاد يخلو منها بيت واحد، والحوادث التي شهدتها عدد من مدن المملكة تؤكد على مثل هذا الخطر.

والذين يستخدمون هذه المنتجات الكهربائية، سواء كانت شواحن جوالات أو توصيلات أو قواطع أو أفياشا أو غير ذلك مما لا يخلو منه بيت، لم يهربوها في جيوبهم حين قدموا من دول مسؤولة عن تصنيع تلك المنشآت الرديئة والمغشوشة كما أنهم لم يشتروها من منافذ بيع سرية لا يعلم بها سواهم، وإنما وجدوها معروضة للبيع في المتاجر التي تملأ الشوارع وتنتشر في الأحياء غنيها وفقيرها ونظاميها وعشوائيها، تعرض محتوياتها تصديقا للمثل الشعبي الذي يقول (كلاً في سوقه يبيع خروقه)، وكأنما ليس لهذا السوق نظام أو عليه مراقب.


ثمة غياب واضح لدور كافة المؤسسات والإدارات التي من واجبها أن تحمي المواطنين من خطر هذه الأجهزة المقلدة والمغشوشة والرديئة التصنيع، بدءا من الجمارك التي لا يعفيها ما تعلنه من مصادرة سلع مغشوشة ما دامت كل هذه السلع المغشوشة تملأ الأسواق، وهو ما يؤكد أنها قد أفلتت من رقابة الجمارك على السلع المستوردة، وانتهاء بمراقبة أمانات المدن للأسواق والتي لا يحتاج مراقبوها إلى كبير جهد لكي يكتشفوا ما تعج به أسواقنا ومتاجرنا من سلع تشكل خطرا على المواطنين وتفرض عليهم أن يكونوا على استعداد دائم للإخلاء.