-A +A
عبدالله عمر خياط
.. في مطلع الشهر الذي أضاءت فيه شعاب مكة بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم أهداني أخي معالي الدكتور سهيل حسن قاضي نسخة فاخرة من الكتاب الذي أصدره الدكتور عبدالله بن حسين القاضي بعنوان «الهجرة النبوية المصورة» وهو يضم تحقيقات وبحوثاً ومعلومات عن الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عندما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبه ورفيق دربه سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه في العام الأول للهجرة إلى المدينة المنورة.. الموافق للعام 622 ميلادية.

كما أن الجهد عظيم في سير المؤلف في الصحراء والسهول والجبال متتبعاً أقدام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه، ومع هذا البحث آلات تصوير زودت الكتاب بصور ملونة رائعة عن مراحل الطريق، إضافة إلى خرائط ملونة.


ويضيف الباحث معلومات عميقة عن الأماكن التي مر بها الركب الكريم، ومن ذلك خيمة أم معبد الخزاعية ووصفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوصف الذي احتفلت به كتب السيرة ولا يقرؤه أحد إلا ويتعجب لتلك المرأة الفصيحة.. ووصفها الدقيق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حيث قالت: «رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة (لم يشنه صغر الرأس)، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثافة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلّم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا بائن من طول ولا تزدريه من قصر، غصن بين غصنين، وهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، إن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مقتد».

والكتاب باللغتين العربية والإنجليزية وهو «ثمرة سنوات من الجهد الدؤوب الذي جمع بين البحث المكتبي والرحلات والدراسة الميدانية لمعالم طريق الهجرة النبوية، واجه خلالها الباحث مصاعب وعقبات وأخطارا بلغت حدا يهدد النفس بالهلاك، وكانت كفيلة بثنيه عن الاستمرار ومواصلة العمل لولا إرادة الله –عز وجل– أولاً التي كانت تمده بالعون والقوة والتصميم، ثم الإحساس الذي غمر نفس الباحث بأهمية هذا العمل وأجره وثوابه وانطلاقه من غاية نبيلة هي تحقيق هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم».

إنه كتاب العالم بما يُدل لوضعه من جهد، فالتحية للمؤلف والشكر لأخي معالي الدكتور سهيل قاضي على إهدائي نسخة من الكتاب.

السطر الأخير:

قال تعالى بسورة التوبة: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

aokhayat@yahoo.com