عبداللطيف بخاري
عبداللطيف بخاري
قرارات هيئة الرياضة تطويرية والقادم أجمل
قرارات هيئة الرياضة تطويرية والقادم أجمل
-A +A
حسين الشريف (جدة) @al_sharef4
عبداللطيف بخاري.. شخصية رياضية امتازت بالفكر، والثقافة، وإثراء الساحة الرياضية، وقيمة فكرية مضافة للوسط الرياضي، له آراؤه الصريحة التي أثارت جدلاً رياضيا واسعا.

«عكاظ» التقت بخاري في حوار ساخن تحدث فيه عن مستقبل الرياضة في عهد تركي آل الشيخ، ورؤيته لهوية بطل الدوري، وكيف يرى حظوظ الهلال في المنافسة، كاشفا أسباب ابتعاده عن العمل في مجال كرة القدم، ومتطرقا إلى الكثير من القضايا الرياضية.. فإلى الحوار:


• أين عبداللطيف بخاري من الساحة الرياضية في الوقت الحالي؟

•• تركت كل ما له صلة بكرة القدم، إذ انتهت علاقتي بها للأبد، فلم تعد كرة القدم والعمل بها يستهويني، ونحن نعرف أن مجال كرة القدم مجال مفتوح، وهذا الانفتاح سبب كثيرا من الاهتزازات، ما جعله مجالا غير راكد ولا يعمل وفق أسس واضحة ومحددة، فجمع اختلافات في وجهات النظر، وفي مفهوم العمل الرياضي، وانحصار منافسات كرة القدم في فوز وخسارة فقط، بغض النظر عن المبادئ التي أسست لها الرياضة، وهذه العوامل دفعتني للابتعاد، ولا أعلم لماذا طابت النفس من كرة القدم والعمل بها، وتظل الرياضة بمفهومها الواسع جزءا من حياتي على اعتبار أنني أستاذ جامعي متخصص في الإدارة الرياضية.

• هل ندمت بالعمل عضوا في مجلس إدارة الاتحاد السعودي السابق؟

•• التجربة كانت جيدة بالنسبة لي، بها العديد من السلبيات التي تعلمت منها وإيجابيات استفدت منها، وإن كانت السلبيات كثيرة أثرت على العمل الإداري داخل الاتحاد، واعترف أننا كأعضاء في مجلس الاتحاد لم نحقق كل الطموحات على أقل تقدير من وجهة نظري، فالطموح الذي حضرت به لم يتحقق، إلى جانب أن هناك عدم تناغم بين الأعضاء ساهم في ضعف العمل داخل الاتحاد إلى جانب أمور لا أريد الخوض بها بعدما قررت الخروج من مشهد رياضة كرة القدم.

• ماذا عن الدراسة الإستراتيجية التي قدمتها خلال رئاستك لجنة الدراسات الإستراتيجية؟

•• للأسف جُمدت من أشخاص لا يرغبون في النجاح، وبالتالي لم تر النور، مع أن مجلس الإدارة كان مؤيدا لكل الخطوات التي اتخذتها الدراسة، ولا سيما أننا في اللجنة استعنا بخبرات متميزة.

ومن منبر «عكاظ» أتمنى من اتحاد الكرة أو من رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ الاستفادة منها، مع تأكيدي أنه لو طبقت كما أعدت فإنها ستعمل نقلة للكرة السعودية بشكل عام.

• سبق أن تحدثت أثناء عضويتك في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم عن وجود بعض الجوانب المريبة في منظومة كرة القدم.. كيف تقرأ المشهد بعد تولى تركي آل الشيخ زمام الأمور في المنظومة الرياضية، وإصداره عدة قرارات متعلقة بالفساد الرياضي؟

•• تولي المستشار تركي آل الشيخ رئاسة الهيئة العامة، والبحث الجاد عن القضاء على كل ما يسيء للرياضة السعودية أمر جيد جدا، وسبق أن طالبنا بمثل هذه الخطوات التي ستُجنى ثمارها في المستقبل القريب. وأتوقع للرياضة مع آل الشيخ أن تخطو خطوات إيجابية للأمام، وأعتقد أن الجميع أكد أن تلك القرارات كانت صارمة، وفي مصلحة رياضة الوطن، ونحتاج مزيدا من الخطوات، وأن نربط تلك القرارات بعمل موازٍ لها لإصلاح الشأن الرياضي، وأتوقع أن يحدث ذلك مستقبلا.

ومن الإيجابيات للمستشار تركي آل الشيخ النهج الجديد المعتمد على الشفافية العالية والوضوح التام في الإدارة المالية، وأعتقد أن قرار الإعلان عن ميزانيات الأندية كان قرارا تاريخيا وقويا.

وثمة أمور ليست غائبة عن آل الشيخ ستأتي لاحقا، الهيكلة الإدارية للمؤسسات الرياضية التي تقوم على معايير صحيحة، بوضع ضوابط ولوائح تحكم الأندية، والاستعانة بالمتخصصين من الخبرات الميدانية من أبناء المملكة، فهناك كفاءات وطنية تملك القدرة على إعادة اللوائح والأنظمة بدافع وطني يضمن بها العمل على أساس حوكمة الرياضة.

ولا بد من إعادة النظر في الهيكلة الإدارية التنظيمية وفق معايير الاتحاد الدولي، من خلال الذين يعملون بالمنظومة المحلية ووضعها في القوالب الصحيحة لها حتى تكون الأمور صحيحة، والصلاحيات والمهمات تقنن بها العمل، وهذا ما يسمى بتأصيل وتسييس التنظيمات الرياضية من خلال اللوائح والأنظمة التي تحكم العمل، هذه الخطوات ستأتي يوما، ومتفائل بها.

ولا بد أن تكون تلك الخطوات مرتبطة بأهداف ورؤية إستراتيجية، وأن نضع لنا أهدافا، بمعنى أن نعرف ماذا نريد أن نحقق، وسنعمل بشكل أفضل لو ربطت الأهداف بالخطة الإستراتيجية، مع ثقتي أن العمل على تحويل الاتحادات الرياضية والأندية إلى عمل مؤسساتي سيكون هو الخطوة القادمة.

لذا أتوقع أن يحقق المستشار تركي آل الشيخ طموحات وأحلام المجتمع الرياضي، ووجوده سيساعد على سرعة نقل مطالبات الرياضيين إلى القيادة الرشيدة، ما يجعلنا كرياضيين نتفاءل بالمرحلة القادمة.

• هل نفهم أنك لست مؤيدا للاستعانة بالخبرات الأجنبية في تطوير المنظومة الرياضية؟

•• التجارب السابقة علمتنا أن أغلب الخبرات الأجنبية تأتي محملة بالتجارب بمقابل مادي، وتوصياتهم لا تكون متوافقة مع بيئتك الرياضة 100%، وغالبيتهم يضعون التوصيات ولا يهتمون بنجاحها.

بينما الخبرات الوطنية حريصة على نجاح العمل، مع الأخذ في الاعتبار أن منح الخبرات المحلية فرصة الالتقاء بالخبرات الأجنبية، والاطلاع عن قرب على تجاربهم، لنقلها وفق بيئتنا الرياضية ومفاهيمنا ومبادئنا، فلا أحد يعرف طبيعة الرياضة السعودية مثل أبنائها.

وآمل الإسراع في إعادة الهيكلة الإدارية ومجالس الإدارة في الأندية الرياضية، لتتوافق مع الخصخصة التي نحن بحاجة ماسة لها، التي ستعالج الكثير من الإشكالات الإدارية والمالية التي تعاني منها الأندية.

• كانت لك ملاحظات على آلية الصرف في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هل لا تزال تشعر بذلك؟

•• لا أعلم عن الوضع الحالي، ولكن في السابق كانت هناك بعض الأخطاء غير المقصودة وغير المتوافقة مع لوائح وأنظمة المحاسبة، إذ كانت الأمور تسير ببساطة، فلا توجد ضوابط ولا مراقبة بالشكل الصحيح، ما سبب بلبلة وأخطاء ساهمت في بعض الاضطرابات الإدارية والمالية عانى منها الاتحاد السعودي في ذلك الوقت.

والمؤسف أنه لا يوجد إيمان كامل بحقيقة العمل المنظم، وقد لا يكون مرغوبا، والشواهد التي لمستها أن هناك من يحارب العمل المؤسسي ويرفض التغيير، فهناك من يشعر أن التغيير سوف يلغي دوره، والأدوات الموجودة في المنظومة الرياضة تحتاج إلى غربلة لتنشيط الأفكار والقدرات، وإعادة الحيوية والنشاط للعمل داخل المنظمة.

• كيف وجدت عمل الاتحاد الحالي برئاسة عادل عزت؟

•• لا أستطيع تقييمه فقد أظلمه لأنني بعيد عن متابعة شأن كرة القدم، ولست قريبا من العمل داخل الاتحاد، ولكنني آمل أن يكون الاتحاد استفاد من أخطاء الاتحاد السابق، حتى يكون العمل متكاملا بين الاتحادين ويعود بالفائدة على الرياضة السعودية.

• لو سنحت الفرصة للعمل مرة أخرى في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هل ستوافق؟

•• لا أعتقد أنني قد أعيد تجربة العمل في اتحاد الكرة، على أقل تقدير في الظرف والنهج الحالي، والمملكة بها الكثير من القدرات الإدارية التي تستطيع أن تقدم الشيء الكثير والكثير للرياضة السعودية.

• من تتوقع أن يحصد بطولة الدوري؟

•• الأهلي والهلال يمتلكان حظوظا وإمكانات أعلى من بقية الأندية، وإن كنت أتوقع حصول الأهلي على بطولة الدوري، إذ إنه فريق لديه القدرة على تحقيق ذلك، إلى جانب استقراره وتركيزه وأريحية المباريات التي لا تشكل ضغوطات عالية، مع أن الأهلي لديه مشكلة مع الفرق المتوسطة التي تقل عنه في الإمكانات والأدوات، إذ إنه يعاني من تجاوزها، ويظل من الفرق الكبيرة التي تظهر بصورة مختلفة وتحقق نتائج إيجابية.

• ولماذا لم ترشح الهلال لطالما أنه يملك الحظوظ والإمكانات نفسها التي رشحت بسببها الأهلي؟

•• الهلال فريق قوي ومتمكن، ومن المرشحين، وربما يكون هو البطل، لكن إحساسي يقول إن الأهلي هو من سيحصد البطولة، فالهلال لديه حالة نفسية بعد خسارته للبطولة الآسيوية التي كانت قريبة منه جدا، وربما هذا ينعكس على معنويات اللاعبين، لذا أتصور أن الأهلي ولا سيما في مباراتهما اليوم سيكون حاضرا بشكل أفضل، إلى جانب الإرهاق الكبير لدى لاعبي الهلال، ومتى ما تجاوز الهلال خسارة البطولة الآسيوية فإنه قادر على تحقيق البطولة.

• هناك من يفسر كلامك لأن لك موقفا من الهلال؟

•• ليست لدي مشكلة مع الهلال كفريق، وهو على «خشمي»، وأنا معجب به، وربما يعد الأفضل بين الأندية، ليس على مستوى المملكة بل على مستوى قارة آسيا، وكان قريبا من البطولة الآسيوية ويستحقها.

مشكلتي فقط مع من يتخذ الهلال وسيلة له للظهور، فهؤلاء هم من أجّجوا الساحة الرياضية والإعلامية، وهناك من أراد أن يلعب دور البطل في الموضوع، وبرغم ما ذكرته لم يفهم بالصورة التي أردتها.