-A +A
علي بن محمد الرباعي
يعرفُ القرويون أن (مقبل) زوج مطواع، ومن النوع الذي يعلّم صبيته، قبل ما يحط جنبيته، وكلما عاتبه أحد على طول صبره عليها، وما يعانيه من أذاها رد بقوله «وش عليكم مني، فيكم وإلا فيّه، ومنهو اللي منكم بيزهّب لي ملّة، وحلّة، ودلّة، وشلّة، والله ما بكم إلا جكرة منها ومني».

كانت تعد الفطور، فقال: أنا ورّيت البارحة خير يا مقبلة. التفتت له: وش ورّيت يا الصفوة؟ أجابها: رأيت أنه دخل علينا مخلوق ما هو كما المخاليق، وقال: لك ثلاث أمنيات أحققها حالاً، فتلقفتِ إنتي الهرجة، وقلتي: خله يقلبني أجمل مرة في القبيلة، وطاوعتك، وشوية إلا ما انتيب الأوّلة، جمال وغنج، وما عبيت ولا ثبيت، إلا وإنك تغادرين البيت، وتقولين: ما ينفع نعيش مع بعض، على طريقة المسلسلات. سافرتِ المدن، وصرت سيدة أعمال، والناس حولك ووراك، والخدم والحشم، وأنا مزقنبي في الحدّة.


وأضاف «طول الحلم وأنا أسعى وألعى، وأتبدى لك، وبعدما نشف ريقي، رجع المخلوق اللي قال لي تمنّ، فقال: لك أمنية ثانية يا ولد، فقلت: رد مقبلة أخس خلقة، وعساها ما تنكف، وشوية إلا وإنك عند الباب، بغيتي تأخذين عقلي. تخرعين طائفة من الجن، فحزنت لك، وقلت للمخلوق: ردّها كما كانت.

تناولت بقشتها في إيدها، وغادرت البيت، حاول يمسك بها، فصفقته كف، وسحبها من شرشفها وهو يردد حلم، حلم يا مقبلة، والله إنه حلم، مشى في المساريب وراها، ويوم عرف أنها نافرة وشاني عوّد للبيت.

لم تقف إلا في بيت أبيها، وهي تهل الدمع، وتوالي الزفرات. أخبرت أمها بما حدث، فقالت: والله لاندّمه على سواته الشينة. بعد المغرب تبع عمه من المسجد إلى البيت، سأله «وش العلم يا مقبل»؟ قال: علّمتْ بنتك بحلم ريتوه البارح، فضاقت، وأفلحت وخلتني.

دعاها أبوها، وقال: إنتي صاحية، تضيقين من حلم. قالت: والله ما أعوّد، لين يعطيني رضوة. قالت أمها: يكتب البيت باسمها. ردد مقبل «الله لا ربّحك ليلة ولا ربحك يا أحلامنا» فقالت مقبلة: ويسمح لي أسوق. قال: ساقك بطنك. علمي وسلامتكم.

Al_ARobai@