-A +A
سعيد السريحي
أهالي جدة لا يعرفون متى سوف يجتمع بهم المجلس البلدي، مضت على آخر اجتماع لهم بالمجلس البلدي ستة أشهر، ولكن ليست تلك هي القضية، وإنما القضية هي أن رئيس المجلس نفسه لا يعرف متى سوف يجتمع بهؤلاء الأهالي، الذين أشبعهم أعضاء المجلس وعودا وأغروهم بانتخابهم، حتى إذا ما استقروا على كراسيهم أغلقوا على أنفسهم الأبواب، تاركين هؤلاء الذين انتخبوهم يغنون: يا حلو صبّح يا حلو طل، يا حلو خلي نهارنا فُل.

رئيس المجلس البلدي لا يعرف موعدا للاجتماع بأهالي جدة، وحديثه لـ«عكاظ» حين سألته عن موعد الاجتماع يكشف عن ذلك، فقد «توقع» أن يكون هذا الاجتماع المنتظر قريبا و«ربما» في نهاية الشهر الحالي، وحين يترنح الموعد بين «التوقع» و«ربما» فإن معنى ذلك بالبلدي الفصيح أن الموعد سيكون حسب التساهيل ولما ربّنا ييسر، وليس لأهالي جدة غير الصبر والترديد وراء أم كلثوم: أنا في انتظارك.


والسادة في المجلس البلدي إذا كانوا قد نسوا وعودهم للأهالي فليس لهم أن ينسوا ما يفرضه عليهم نظام المجلس من التزام بأن تعقد كل لجنة من لجانه المتخصصة اجتماعا دوريا كل أربعة أشهر مع المواطنين، كما أنهم يعلمون، أو المفترض أنهم يعلمون، أن أولى قضايا المواطنين وأهمها هي قضاياهم مع الأمانة والبلديات التابعة لها، وقد جاءت الأمطار الأخيرة وما ترتب عليها من أضرار وخسائر شاهدا على ذلك.

على أعضاء المجلس البلدي أن يعلموا أن أوجب واجباتهم تجاه المواطنين الذين انتخبوا بعضهم والدولة التي عينت بعضهم الآخر أن يكون هناك اجتماعات مجدولة مع المواطنين وأن يكون هناك برنامج عمل يحدد الموضوعات التي تنبغي مناقشتها وأن يكون ذلك كله معلوما لدى المواطنين ولدى لجان وأعضاء المجلس، أما سياسة «حسب التساهيل» فلا يمكن لها أن تنجز عملا أو تؤدي أمانة.