سارة الحازمي لم تمنعها الإعاقة من التدريب على الحاسب الآلي.
سارة الحازمي لم تمنعها الإعاقة من التدريب على الحاسب الآلي.
-A +A
سارة الشريف (المدينة المنورة) alsharef_sara@
فقدت الشابة سارة الحازمي بصرها منذ الصغر، وكانت مولعة بالتقنية، فعاشت أعواما من البؤس والانعزال، وقد شعرت بأن الحياة توقفت عند فقد البصر، وتنتظر من يأخذ بيدها بعد أن أصبح يومها المعتاد بلا إنجاز أو هدف، ولم تستطع أن تقضي وقتها ملازمة لأجهزة الحاسب الآلي كما في السابق، فكانت الأبواب مؤصدة أمامها بسبب عدم تلقيها توجيها ومساندة تعينها على تخطي حاجز فقد البصر. ومرت أعوامها التي اعتبرتها خالية، حتى سمعت من عائلتها بأن هناك ما يسمى ناطق تسمع به محتويات الحاسب الآلي، وتكمل مسيرتها بالكتابة والتصفح واستخدام البرامج كالتصميم، وحينها عزمت على تحقيق شغفها، وبدأت أختها الصغرى مارية تدريبها وملازمتها رغم صعوبة الأمر، وحرصت على تدريبها على حفظ أماكن أزرار لوحة المفاتيح وحفظ أماكن الحروف، فكانت تعاني من عائق الناطق الذي لا يعمل بصورة صحيحة أحيانا، ولم يكن هناك تطوير له، وفضلت أختها دعمها، فتم التواصل مع الشركات المتخصصة لتوجيه شكوى كفيف بسوء الناطق بالأجهزة، وكانت ترد إليها وعود متأخرة بالتطوير والاهتمام.

لم تستسلم سارة الحازمي لهذه العوائق رغم انتظارها للدعم المعنوي والاهتمام بالمكفوفين من قبل الجهات المعنية، وكانت تود أن تحقق تطوير ناطق الأجهزة لتساعد المكفوفين، وقالت سارة إنها وجدت الدعم من عائلتها بعد تطور الحياة، وأصبحت تستطيع استخدام أي جهاز تقني بواسطة ناطق، ولكن هناك الكثير ليس لديهم أي دراية أو معرفة، فكثير من الكفيفات يعانين من المشكلات النفسية بسبب عدم الاهتمام والانعزال واستنقاص المجتمع لهن بنظرة العاجز أو العالة.


وقالت بعد افتتاح أول جمعية في منطقة المدينة المنورة للمكفوفين «رؤية الخيرية» قبل سنتين بدأت تطلع على برامجها، وقدمت الدعم المعنوي للمكفوفين، فضلا عن دورات التطوير باستقطاب المؤهلين في تعليم المكفوفين والمكفوفات وتدريبهم على التعايش مع فقد البصر وتشجيعهم على تجاوز تلك الإعاقة، إذ إنهم يستطيعون أن يعملوا ما لم يعمله المبصر.

وبدأت سارة خوض التجربة في هذه الدورات، وحضرت دورة تعليم الحاسب الآلي المطور للمكفوفين بناطق يجعلها تستغني عن أي شخص للمساعدة حتى حصلت على شهادة تدريب معتمدة كمدربة، واستقطبتها الجمعية لتكون مدربة لمستفيدات الجمعية، فقد دربت الكثير من الكفيفات من الطالبات من خلال دورات تقام شهريا.

وبدأت رحلة الأمنية الأولى المخبأة بين عينيها التي لم تعد تريان بها، ووجدت مرسى الأماني لتحط رحالها، وكأنها وجدت ضالتها كما تسميها في الكتابة. «سارة» الآن تكمل دراستها الجامعية في أول سنة لها.

وأصبحت كاتبة في عدد من الصحف .