-A +A
سعيد السريحي
لا ينتظر أحد من الجماعات الإرهابية أن تحرص على سلامة آثار أي بلد يقع تحت طائلة عملياتها، سواء كانت تلك العمليات عبارة عن استعمار واحتلال للمواقع التي تقع فيها دائرة تلك الآثار كما حدث في سورية والعراق وقبل ذلك في أفغانستان، أو كانت تلك الآثار نتيجة عمليات عابرة تضرب مواقع تلك الآثار، لا يمكن لتلك الجماعات أن تحرص على تلك الآثار ما دامت تستهدف إنسان تلك المناطق وتاريخه وثقافته وكافة مقدراته، وليس لديها قيمة لأي شيء سوى أهدافها التي تريد تحقيقها وأجندتها التي تعتزم فرضها وأيديولوجياتها التي تُكره الناسَ عليها.

ولربما كان نهب تلك الآثار وتصديرها ومن ثم بيعها لتجار السوق السوداء هو أحد المصادر التي تعتمد عليها تلك الجماعات الإرهابية لتمويل عملياتها ودعم خططها، لتوفير ما تحتاج إليه من دخل يمكنها من شراء الأسلحة والمتفجرات والذمم كذلك.


لذلك كله فإن الخسائر التي يتكبدها أي بلد يتعرض للإرهاب تتجاوز الخسائر البشرية والاقتصادية، لتصبح خسارة لمكونات الهوية القومية والوطنية لذلك البلد، كما أنها خسائر تؤكد على أن تلك الآثار التي عاشت مئات وآلاف السنين وحرصت الأجيال تلو الأجيال على الحفاظ عليها انتهى أمرها للتخريب أو الضياع على أيدي عصابات وجماعات إرهابية لا تعرف قيمتها أو تتاجر بقيمتها أو تهدف إلى محو تلك القيمة، لكي تصبح الأمة أمة لا تاريخ لها غير التاريخ الذي تريد أن تؤسسه تلك الجماعات الإرهابية المؤدلجة.

suraihi@gmail.com