-A +A
عبير الفوزان
كل ما يثير الإعجاب ويشد الانتباه هو رائع.. كل ما جاوز الحد في نواحي الفن والأخلاق والفكر والشعر هو رائع.. وكل رائع قائم بذاته يستحق العناء، فما بالك لو كان العناء لمجموعة من الروائع.

عندما تلتقي الروائع في مكان واحد فأنت موعود بكل ما يثير انتباهك وإعجابك ويحصد دهشتك.. فالدهشة الأولى هي بداية للمعرفة العميقة التي تأخذك عبر التاريخ والحضارات، وتسم روحك بميسم المعرفة قبل عقلك.


بعيدا عن المبالغات، واختيار المفردات المتناهية لتوصيف مكان ما، أو مقتنيات ثمينة فإن معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ صيف 2010، ويطوف العالم بفخر، يستريح الآن في محطة من محطاته، في المتحف الوطني في العاصمة الرياض، ويسنح للمواطنين والمقيمين فرصة لا تعوض بزيارته.

هناك حيث المكان الذي يجعلك تطوف مع دهشتك التي ربما فقدها الكثير منا مع الحياة وتجاربها، فتتوقف معها أمام كل قطعة سواء كانت تمثالا، أو جدارية، أو منحوتة من البرونز.. تتوقف أمام كل أثر وجد مطمورا تحت التراب وتعرض للمسح الكربوني وأدهش الخبراء والعلماء حول عمر هذه القطعة التي تجاوزت الحد في الزمن والتفاصيل..

في معرض روائع الآثار اليوم الذي يختلف في مقتنياته وقطعه عن كل ما عُرض سابقا.. حيث جرأة العرض في القطع الموجودة التي كانت مخفية لعقود عن أعين من لا يقدر ثمن التراث الإنساني، ومن يجهل أن تاريخ البشرية الحقيقي تكتبه بعض اللقى والموجودات. المعرض ــ برأيي ــ بمثابة رد على كل من اختصر تاريخ الجزيرة العربية، متمثلة في المملكة العربية السعودية التي تنبسط مساحتها على معظم أجزاء شبه الجزيرة، في الرمال والجمال فقط.. المعرض دليل مادي على أن المملكة العربية السعودية كانت ملتقى الحضارات.

abeeralfowzan@hotmail.com