آل الشيخ متسلما شهادة
آل الشيخ متسلما شهادة
-A +A
جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@
وصف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ مشاركته في أعمال وفعاليات المؤتمر الدولي لمسلمي آسيان بالمناسبة السعيدة؛ للشراكة بين المملكة العربية السعودية والحكومة الماليزية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الحفل الختامي للمؤتمر الذي اختتمت فعالياته اليوم، الذي تنظمه المملكة، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.


وقال الوزير آل الشيخ: إن الشراكة الحقيقية بين المملكة والحكومة الماليزية شراكة كاملة شملت أعمق أنواع التفاهم في المجالات السياسية، والتعاون الاقتصادي، والتعاون الدفاعي العسكري في مواجهة الإرهاب الذي يوجه تهديداً وخطراً على الأمة الاسلامية وعلى الإنسان بعامة، كما أنها شراكة حقيقية في مجال تقوية أهل السنة والجماعة، ونشر المفاهيم الدينية الكاملة الوسطية.

وتابع يقول: إن إقامة مؤتمر «خير أمة» في هذا الوقت مهم جداً؛ لأن التحديات الكبيرة التي تمر بها الأمة في توضيح حقيقة الإسلام ونبذ ورد كل وصم للإسلام والمسلمين بدعاوى الإرهاب أو التضليل أو الإفساد في الأرض أو عدم النفع للإنسان نرى أن في هذا المؤتمر تأكيدا على دور الأمة في رد كل المعاني السيئة التي يوصم بها الإسلام أو توصف بها هذه الأمة، أيضا نرى في هذا المؤتمر تقوية حقيقية أصيلة لأهل السنة والجماعة الذين هم غالبية الأمة الإسلامية وهذه السلسلة من المؤتمرات «أمة وسطا» التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والرشاد في المملكة العربية السعودية في دول آسيان.

وأردف: اخترنا أن تكون المحطة الأولى والمهمة لهذه السلسة في دولة ماليزيا؛ لإيماننا العميق بأثر حكومة ماليزيا وسياساتها وجديتها في التعاطي مع القرارات المهمة في المنطقة وفي العالم الإسلامي بل في العالم، وأثر قرارتها المهمة في قيادة الحراك الجاد للمسلمين في دول آسيان. إن ماليزيا دولة مهمة للغاية للعالم الإسلامي بعامة؛ لأن لدى قادتها الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات المهمة المصيرية التي تساند الحق وتؤيد الخير وتنبذ الشر وتقلل من وسائل تفريق الأمة أو من تسلط أعداء الأمة عليها، لافتا إلى أن التعاون الكبير بين المملكة وماليزيا نموذج حي للشعور بالمسؤولية تجاه الأمة الإسلامية وتجاه العالم في تأكيد كل معاني الخير والبذل والعطاء في ما فيه خير البشرية جمعاء.

وأكد الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن التعاون بين العلماء ضرورة لا محيد عنها في كل وقت، وفي هذا الوقت بخصوصه، مبينا أن التاريخ علمنا أن الإمام مالك بن أنس إمام المالكية كان شيخاً ومعلماً للإمام محمد بن إدريس الشافعي إمام الشافعية، وعلمنا التاريخ أيضاً أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي كان شيخاً وأستاذاً ومعلماً للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني -رحمهم الله تعالى- فهؤلاء الأئمة الأربعة أبو حنيفة مع هؤلاء الأئمة الثلاثة الذين انتشرت مذاهبهم ومثَّلتْ أهل السنة والجماعة كانوا من رحم واحد واستقوا من مشكاة واحده ونبعوا وأخذوا من الكتاب والسنة ولذلك مثلوا بأتباعهم أهلَ السنة والجماعة، اجتماع كلمه أهل السنة والجماعة وعدم تفرقهم هو إحياء لمدارسهم التي كانت متفقة في الأصول ومجتمعة في القلوب ومتآخية في المحبة.

ولفت إلى أن أسباب قوة الأمم يجب البحث عنها بين العلماء ويجب الأخذ بها، لأن تحصيل القوة والبحث عنها مهم؛ لأن الله جل وعلا قص علينا في القرآن الكريم خبر ذي القرنين، قال تعالى: (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا* إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا * فأتبع سببا)، آتيناه من كل شيء سبباً من أسباب القوة وأسباب التمكين وأسباب الريادة وأسباب أن يكون الناس معه لا ضده، لذلك كان من اللوازم أن نبحث عن أسباب القوة فنأتي إليها ونأخذ بها ونبحث عن أسباب الضعف ونبتعد عنها ونحذِّر منها ومن أولى بذلك من العلماء الذين يحملون وراثة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقال الشيخ صالح آل الشيخ: لقد انتصر محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة كانت هناك أمم عظيمة وحضارات قوية لكن رفع الله شأن نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى لنبيه: (ورفعنا لك ذكرك) ونبينا صلى الله عليه وسلم هو إمام أهل السنة والجماعة وبسنته نأخذ، بحث عن أسباب القوة قال له الله جل وعلا: (فاصفح) أي: عن المشركين والكافرين ومن خالفه، قال له هذا في وقت من أوقات سيرته وحياته (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون)، وقال له أيضاً: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين). إن العزة الإيمانية علمناها محمد بن عبدالله رسولنا وإمامنا وقدوتنا وسيدنا عليه الصلاة والسلام علمنا العزة وحذرنا من الانهزامية، قال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).

وأبان الوزير أن من يمتلك الحضارة وأسبابها يمتلك القوة؛ فالقوة لا تأتي بالإيمان المجرد، فالإيمان يعطي القوة الروحية لكن القوة على الأرض يمتلكها من امتلك أسباب الحضارة والقيادة والريادة، لذلك من امتلك الحضارة استطاع أن يمتلك إدارة الناس وأن يمتلك الإعلام والاقتصاد واستطاع أن يؤثر في السياسة بل في مجريات حياة الناس وأخذ الرأي العام إليه، مشيرا إلى أن العلماء في ضعف كبير ولكن يمكن أن يتقووا إذا اتحدوا ووسَّعوا مداركهم وعرفوا أسباب تحصيل القوة.

واستطرد: إن الله جل وعلا قص علينا في القرآن وبين لنا أن التاريخ البشري قسمه الله بين الناس فلم يجعل الريادة فيه وامتلاكه حكراً على أتباع الرسل ولا على أتباع محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام رغم منزلتهم عند الله جل وعلا؛ لأن الله سبحانه لا ينجي المؤمن الصالح إذا خاض البحر وهو لا يحسن السباحة؛ إذ لا ينجو من الغرق إلا من يحسن السباحة، ولا يسبق إلا العدَّاء المؤمن؛ فالإيمان وحده لا يهيئ له أن يكون عدَّاءً يسبق الناس في العَدْو ويسبقهم في الميدان، لا بد أن تكون معه الأسباب، فالتاريخ البشري قسَمه الله بين الناس، قال تعالى: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، ولذلك فإن الأخذ بأسباب النجاح مطلوب وواجب شرعي.