-A +A
حسين شبكشي
غرقت جدة مجددا في الأمطار التي هطلت عليها أخيرا، لا يبدو أن هناك أي شيء جديد في هذا الخبر تتم الكتابة عنه، مجددا يتم سرد الأسباب سواء أكانت الجوانب الإدارية أو المالية أو القضائية. تم تناول هذا الموضوع عاما وراء العام.

ومع ذلك يبقى الوضع مثيرا للشفقة والدهشة والسخرية في آن واحد. علاقة الشعوب والأمم والبلدان بالأمطار علاقة فرح بالمقام الأول؛ فالمطر ينظر إليه أنه «بركة» و«عطاء» و«غيث» من رب العباد إلى سائر البلاد. ومعروفة هي الرقصات والأهازيج والأكلات التي توزع في حالة هطول الأمطار كتعبير عفوي وبسيط وفطري محبب، وكل ثقافة حول العالم «تحتفل» بتلك المناسبة الجميلة بأسلوبها الخاص والرائع والمميز الذي يعكس بهجتها بهذه المناسبة الخاصة.


حتى جدة هي الأخرى كانت تشارك الآخرين فرحتهم بهطول الأمطار، وكان الناس يخرجون إلى الشوارع وخصوصا الأطفال مرددين الأهازيج والأناشيد ويستعدون لتناول وجبة الرز بالعدس المعروفة بالمعدس التي كانت تقليديا تطهى بماء المطر.

ولكن كل ذلك تغير وأصبحت أمطار جدة مصدر هم وقلق وخوف ومآسٍ صحية، بنية تحتية مهترئة وغير مؤهلة للتعامل مع مياه الأمطار التي لا تأتي إلا في أيام محدودة جدا في السنة.

الموضوع بسيط جدا وليس بحاجة لإعادة اختراع العجلة، هناك أفضل شركات هندسية متخصصة في تنفيذ مقاولات تصريف مياه الأمطار، فلنأتِ بأفضل ثلاث وليقدموا مناقصة ويتم تنفيذها بدلا عن الاجتهاد خارج النص وتسليمها لجهات غير مؤهلة وليست لديها الخبرة الكافية ولا المؤهلات المطلوبة.

جدة عروس البحر الأحمر حزينة جدا، فكل سنة باتت مثارا للسخرية والنكات نتاج مأساة لا ذنب لها فيها.

علاج موضوع تصريف الأمطار حله بسيط وممكن، لو تم الاعتماد على أهل الكفاءة والخبرة وليس فقط أهل الثقة فهناك فارق في المدرستين. وحتى تنتهي مأساة جدة أم الرخاء والشدة مع كوارث وفصول تصريف مياه الأمطار يبدو أن العروس ستكون في «عدة»! من حق جدة وأهلها أن ينتهي كابوسهم الموسمي مع مياه الأمطار وتوابع تصريفها؛ لأن كل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع قد قيل مرارا وتكرارا.