-A +A
صالح الفهيد
يا الله.. ماذا حدث في اليابان؟

ولماذا فشل الهلال مجددا في خطف اللقب الآسيوي؟


أتساءل مثل كل الهلاليين وفي الحلق غصة ومرارة، وفي النفس حزن وألم سنحتاج كلنا وقتا طويلا لتجاوزه ونسيانه.

لو كانت الكرة إلكترونية لعذرنا نجوم الهلال، ولقلنا إن التفوق التكنولوجي الياباني صنع الفارق، لكن كرة القدم مصنوعة من المطاط والجلد والهواء وحسب، ومع ذلك خسر الهلال، وسكب في قلوب عشاقه ومحبيه حزناً عميقاً وثقيلاً، فتجرعوه حنظلاً وشوكاً..

أجل، إنه يوم حزين في تاريخ الهلال والكرة السعودية، فلم يكن الهلال وحده بالأمس، كنا كلنا نقف معه، من أمامه ومن خلفه ومن حوله، رسميا وجماهيريا، وعندما سقط في هذه المواجهة سقطنا وبكينا، كما بكى عمر خربين!

كثيرون ظنوا أن الوطنية قطعت علاقتها بكرة القدم، أو أن الأخيرة هي التي فعلت.. لكن بالأمس أثبت الهلال خطأ هذه الظنون، وأن التنافس الكروي مهما بلغ لن يحد من وطنيتنا التي هي عابرة لكل الميول، وفوق كل الانتماءات الصغيرة والضيقة، وعندما يلعب فريق سعودي في معترك دولي فهو حتما يمثلنا كلنا، أجل.. كلنا من الماء إلى الماء ومن القلب إلى القلب.

لقد أضاع الهلاليون فرصة نادرة لن يكون من السهولة إيجادها، ولست أدري كيف سيكمل الهلال الدوري السعودي وهو عائد إليه محطماً نفسياً جراء هذه الخسارة المؤلمة؟

وأتساءل أيضا وبتعاطف كامل مع جمهور الهلال: كيف سيحتملون فظاظة جيرانهم جمهور النصر في «طقطقتهم» المزمنة، وشعارهم الذي كتب له بالأمس عمرا جديدا.. ولا أقول مديدا «العالمية صعبة قوية»؟

لقد خسر الهلال مجددا أقوى محاولاته في الوصول لكأس العالم للأندية، رغم أنه كان الأفضل والأجدر في المباراة، لولا بعض الأخطاء القاتلة، والحقيقة التي لا تقبل النقاش أو الجدل هي أن إدارة النادي بذلت كل ما في وسعها لتأهيل الفريق لخوض هذا التحدي الصعب، وعملت بشكل محترف على إعداده ودعمه بطاقم تدريبي لا يختلف على جدارته اثنان، كما دعمته بعناصر أجنبية ومحلية هي من بين الأفضل في الدوري السعودي، ووفرت لهذا الفريق كل الظروف التي تساعده لتحقيق اللقب الآسيوي، وصولا لتحقيق حلم الجماهير الهلالية بالوصول للعالمية، ثم تلقى الهلال دعماً إضافياً وقوياً من هيئة الرياضة، ومن رئيسها تركي آل الشيخ شخصيا.. لكن عندما حان موعد القطاف خذل نجوم الهلال جمهورهم وإدارة ناديهم الذين راهنوا كثيرا عليهم هذه المرة.. وخسروا الرهان!

إنني أتعاطف كثيرا مع رئيس النادي نواف بن سعد.. قليل الأقوال كثير الأفعال الذي سهر على هذه المحاولة الهلالية الطموحة.. لم يبخل بدعم، ولم يركن إلى استسلام، ولم يقنعه اليأس أبدا، مشى الطريق من أوله بخطوات جادة ومخلصة وصادقة، وليس ذنبه أنه لم يصل، بعد أن هبت الريح بغير ما تشتهي سفن الهلال.