-A +A
خالد الشعلان
قبل مُباراة النهائي الآسيوي بليلة، وفي برنامج الحصاد الرياضي، الذي يُبث على قناة 24 الرياضيَّة، سألني الزميل محمَّد الشهراني عن توقعي لنتيجة المُباراة، فأجبته قبل التوقع بأنَّه وفق الأداء الاندفاعي الهلالي الذي شاهدته بالمُباراة الأولى ووفق الاستعجال في الأداء وضغط جماهير وإعلام الهلال وما يردده به أنصار الهلال من تعالٍ، وكذلك التقليل من الفريق المُقابل، فإنني أتوقعها فوز فريق أوراورا الياباني بهدف دون مُقابل.

قلتُ ذلك لأن كرة القدم هي ذكاء قبل أن تكون فرصا، وهي احترام الفريق المُقابل قبل أن تكون (نفخة بالون) والجزم بالتسيد والزعامة، فكرة القدم ليست ركضاً، وليست نحن الأفضل والأميز، كرة القدم يجب التعاطي معها بدِّقة، فبعد صافرة البداية الكل سواسية، ولو كانت بالكلام والمديح لرأينا الفريق الياباني بالمُباراة الثانية نافخا ريشه ومتعالياً، لكن وبكل ذكاء منه - مع أنَّ النصر بيده - احترم الهلال ولعب بتوازن وتنظيم رائع لن تشعر بروعته إلا بعد إعادة المبُاراة مرة ثانية وثالثة. الفريق الياباني أحسن التعاطي مع المُباراتين، والفريق الهلالي خذله تعالي (دياز) وثقته، واندفاع الفريق، وخدعه وهم سالم والعابد بأنَّهما الأفضل، فالأوَّل أجادَ في نيله الكرت الأحمر ولكن لم يجد في هز الشباك، والثاني أجادَ بالتصنع في السقوط وادعاء المُخالفة على الفريق الآخر واستجداء الحكم في خطأ أو اثنين، أمَّا الظهيران الشهراني والبريك فلعبا وكأنهما يعتقدان بأنَّ الفريق الذي أمامهما هو فريق من (جزر الواق واق!!) لذا كان من المُلاحظ عليهما وخصوصاً البريك هو أنَّ كل كرة يُريدها له، فالتشنج كان ظاهراً في أدائه، أمَّا قلبا الدفاع هوساوي وجحفلي فمازلتُ أكرر بأن اسم الهلال أكبر من أدائهما بكثير.


كرة القدم ليست زعامة تُردد ويُتشدق بها، ولو كانت كذلك لكسبَ كل مُتشدق يقول «ها أنا ذا».

ليس جديداً على الهلال ضياع الحُلم الآسيوي والعالمي، ولكن الجديد على الهلال أنَّه في هذا الوقت يطلب الفوز من مُختار فلاته وياسر القحطاني! هل هذه زعامة؟

أختم بكلام أوجهه لمُعلق المُباراة رؤوف خليف، الذي لم يُجد ولم يُحسن التعاطي مع المُباراة، فهو يُعلق وكأنَّه إداري بالهلال، فهو في كل دقيقة يُجاهر بطريقة لا تليق به ولا تتوافق مع الروح الرياضيَّة بأنَّ الفريق الياباني من السهولة هزيمته، بل إنَّه كال المديح للمعيوف في صدِّه لكرة وتجاهل صاحب أخطر فرصة في المُباراة اللاعب الياباني ولم يمتدحه، نعم من حقه امتداح المعيوف، لكن ليس من حقه تجاهل اللاعب الآخر.

خاتمة:

ما ثمَّ ما يُغري بلبثك فيهمُ

فاعزم إذا وجبَ الرحيلُ رحيلا