-A +A
جميل الذيابي
أطل علينا أخيراً عضو حركة «حماس» الفلسطينية، موسى أبو مرزوق، بعنترياته، التي تؤكد تواطؤه مع «حزب الله» الإرهابي الإيراني - اللبناني، واصطفافه مع طهران التي تتعامل مع «حزب الله» و«حماس» باعتبارهما شوكتها التي تغرسها في كل مرة في خاصرة الأمة العربية بذريعة الدفاع عن «الكضية» كما ينطقها أبو مرزوق.

وآخر ما تفتق عليه ذهن أبو مرزوق «تغريدة» أطلقها يرفض فيها تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، في وقت تجهد فيه مصر دبلوماسيتها وأجهزتها لرعاية مصالحة فلسطينية، بعد سنوات عجاف من الانقسام الفلسطيني الحاد المخيب للآمال العربية.


وحتى هذه المصالحة، التي منحت بارقة أمل في توحيد البيت الفلسطيني لاستئناف عملية السلام، مهددة بالانهيار، بسبب تعنت حركة حماس والأيديولوجية الإيرانية المؤثرة عليها.

ويبدو واضحاً أن حماس، من واقع ما أفتى به أبو مرزوق عن «حزب الله»، متمسكة بأجندتها الإخوانية واستمرار الانقسام الفلسطيني، وهي أجندة تتجاوز حدود قطاع غزّة، ما دامت الحركة منجذبة للخراب الإيراني الذي يمثل حزب الله الإرهابي أبرز عناوينه ومضامينه.

لم يأت تصنيف جامعة الدول العربية الحزب اللبناني التابع لإيران كمنظمة إرهابية من فراغ؛ فقد كان القرار إحدى ثمار نجاح الدبلوماسية السعودية وبناء على أدلة موثقة حول ماهية «حزب الله» وأهداف مخططاته، وتدخلاته (وكالة) عن إيران، للهيمنة على العالم العربي.

وأن يعارض أبو مرزوق ذلك الإجماع العربي؛ فمعناه أنه وحركته يغردان خارج السرب، ويدوران في فلك نظام ولاية الفقيه ويرتضيان أفعاله الإجرامية.

وهذا السلوك من أبي مرزوق ينطوي على جحود كبير لجهود السعودية الطويلة ومواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية.

وهي جهود أكبر من أبي مرزوق ومن على شاكلته من المؤدلجين الناكرين للجميل. وتلك جهود بارزة تتحدث بها كتب التاريخ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مروراً بجميع ملوك السعودية وحتى وقتنا الحاضر. كانت ولا تزال الرياض محطّة دائمة للقادة الفلسطينيين، حتى من يعتنقون منهم الفكر «الإخونجي»، وتغذيهم الدوحة وطهران بشعاراتهما الزائفة.

ولهذا يمكن اعتبار أبو مرزوق أحد كارهي السعودية، الحاقدين عليها وعلى مواقفها الصادقة، ومكانتها في قلوب الفسطينيين الذين ظلت تقف معهم في خندق الصمود منذ 1948. وهو بهذا التصنيف يدخل ضمن «القبيضة» الذين يتكسبون ويترزقون ببيع «القضية» لتحقيق مطامع إيران، ولتمرير مخططات «حزب الله» ومؤامراته الإجرامية.

الأكيد أنه إذا كانت مصر قد كشفت في وقت سابق عن تواطؤ حركة حماس مع التنظيمات الإرهابية التي تنشر القتل والعنف، وكظمت غضبها لتنجح في تحقيق الصلح بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد مواقفها وصفوفها، فستكتشف قريباً جداً أن «إخونج» حركة حماس سيكافئونها بمزيد من التواطؤ والتآمر والتخريب، وآمل أن أكون مخطئاً، لكنني أنطلق من ديدن «القبيضة الأيديولوجيين» الذين يبيعون القضية بالشعارات والعنتريات والنزاعات!

وتذكروا كيف ستنقلب «حماس» وتتعمد إفراغ اتفاق المصالحة الذي ترعاه القاهرة من مضامينه، كما فعلت في السابق بعد أن أقسمت أمام الكعبة المشرفة؛ لأنها أداة تحركها طهران والدوحة لتخريب العمل الفلسطيني وأمن المنطقة للهيمنة على القرار الفلسطيني، فتنفض بذلك الغبار عن الإمبراطورية الفارسية البائدة وما تصفها ربيبتها قطر بـ«الشريفة»!