شباب متطوعون يدفعون سيارات علقت في مياه الأمطار. (تصوير: مديني عسيري)
شباب متطوعون يدفعون سيارات علقت في مياه الأمطار. (تصوير: مديني عسيري)
-A +A
كتب: عبدالله آل هتيلة
قبل سبع سنوات تقريبا، وبعد مضي أربعة أشهر على تعيينه، قال أمين محافظة جدة المهندس هاني أبو رأس لـ«عكاظ»: إن التحدي الأكبر الذي يواجهه يتمثل في معالجة أوضاع جدة عند هطول الأمطار وجريان السيول. وأوضح أنه يشرف شخصيا على ملف الأمطار، وأنه بدأ فعليا في ملف درء الأخطار، وأنه لن يسند المشاريع إلا لشركات لها سجل جيد، وسبق أن نفذت مشاريع على مستوى عال من الجودة. سألته عن الشد والجذب بين الأمانة والمجلس البلدي عند حدوث الأزمات، قال لي: «سأعطيك الجدول الزمني وأنت الحكم بيننا، أنهينا إعداد كراسة المخطط العام بجدة، وبدأنا مرحلة تقييم الشركات العالمية». وأضاف أبو رأس ونحن نتحاور في مكتبه: «ينتظرني العمل الكثير من أجل جدة وأهلها وسكانها».

واليوم وبعد مضي سبع سنوات على تعيينه، أسأل أمين جدة المهندس أبو رأس، وبعد هطول أمطار قد لا تصل إلى مستوى أمطار كارثة جدة «الشهيرة»، هل حققت وعودك لأهالي جدة، وهل نجحت المشاريع في اختفاء بحيرات المياه، وسارت الأمور كما هو مرسوم لها، وهل استطاعت الأنفاق تصريف كميات مياه الأمطار، أم أن الوضع ما زال كما هو عليه، وبالتالي لم تأت المشاريع، التي ذكرت أنها ستنفذ، بالمخرجات التي تعالج معاناة أهالي وسكان جدة جراء هطول الأمطار الغزيرة؟!.


وعدتم بمعالجة النقاط الحرجة قبل سبع سنوات، فهل تمت معالجتها من خلال المشاريع التي ذكرتم لـ«عكاظ» أنها ستصادر مخاطرها، أم ما زالت كما هي، وهل نحن على موعد من جديد لتبادل الاتهامات مع المجلس البلدي، والجهات الأخرى، وتجاذب مسؤولية ما آلت إليه أمطار الأمس، التي جاءت نسخة كربونية من معاناة الأمطار السابقة.

تساؤلات تنتظر الإجابات الصريحة، فمن حق الأهالي الذين وعدتهم بأن لا تعاني جدة جراء الأمطار، أن يعرفوا لماذا بقيت المحافظة على حالها، وكأن شيئا لم يكن، ومن يقف خلف المعاناة، وكيف نفذت المشاريع، وهل شابها تقصير أو إهمال أو فساد؟!، خصوصا أن جدة ما زالت تعاني، رغم المليارات التي صرفت على مشاريعها، والتي تعد أكبر بكثير من مبالغ صرفت على عواصم قد لا نجد فيها كميات مياه مزعجة أثناء هطول الأمطار، وتختفي بعد دقائق من توقفها.