-A +A
عبدالله عمر خياط
يشعر الواحد منا بسرور وسعادة غامرة وهو يطالع أخبار المنافسة على حفظ كتاب الله على مستوى محافظة جدة، حيث شارك ألف حافظ وحافظة للقرآن الكريم من طلاب الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وقد كرم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة الطلاب الأوائل، وعددهم 13 طالباً، فجزاه الله خير الجزاء.

كما أشكر أخي المهندس عبدالعزيز حنفي على جهده الذي يبذله في جمعية تحفيظ القرآن الكريم، موقناً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فله جهد مشكور سواء في هذه المسابقة المحلية أم في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي اشترك فيها متسابقون من مختلف دول العالم الإسلامي.


وإني أجدها فرصة لتذكير من يهمهم الأمر بالالتفات إلى حفظة كتاب الله فيما يتعلق بالوظائف.

هناك عشرات الآلاف بل ربما مئات الألوف من الشباب السعودي الذين يحفظون من القرآن الربع أو النصف أو أكثر وبعضهم يحفظه كاملاً، وكثير من هؤلاء يتقنون أيضاً فن التجويد وحسن الترتيل وحسن الأداء، فإذا أعطاهم الله الكريم جمال الصوت فذلك غاية المراد.

وكثير من مساجد المملكة بحاجة إلى هؤلاء، غير أننا لا نعطيهم الراتب الكافي الموازي لاحتباسهم على خمسة فروض يومياً، ربما لأننا لا نقدر أهمية المواظبة والاستعداد لأداء الفريضة قبل الصلاة بنصف ساعة، وبرمجة حياة الواحد منهم بحيث لا يفوته الحضور قبل تكبيرة الإحرام، وبقاؤه بعد الصلاة يذكر الله ومراقبة ما يدور في المسجد، ولا يترك مصلاه إلا بعد خروج أكثرية المصلين. ومن لا يصدق فليجرب الالتزام بمسجد واحد فقط طيلة أيام الأسبوع فسيجد أنه يحتاج إلى إجازة من عمله وإلى سائق يعود بأبنائه أو بناته من المدرسة، إلى غير ذلك من المهام التي لا تظهر إلا إذا التصق بالمسجد الواحد من الفجر إلى العشاء.

وربما كان الراتب قليلا لأن بعض الفقهاء قالوا إنه يُكره أخذ راتب على أداء الصلاة، فهي واجب عليه أمام الله وجوباً شخصياً لا يمكنه تركها بحجة أنه ذهب للبحث عن لقمة العيش، ولذلك فقد أجاز الفقهاء أخذ «مكافأة».. وأخرجوا لها اسماً مناسباً.

لكننا نطلب من وزارة الشؤون الإسلامية رفع مكافأة الأئمة لكي يمكن توطين هذه المهمة العظيمة في حياة المسلمين، ففي بعض المساجد يتولى الإمامة من لا يحسن اللغة العربية.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة القمر: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟}.

aokhayat@yahoo.com