-A +A
عبير الفوزان
تلبس ثوبا بدون شماغ.. سروالا وفنيلة وطاقية مشخلة، أو في سفرك تركب درجة سياحية.. نقلا جماعيا.. تاكسيا.. خط البلدة.. هذا شأنك الخاص، وليس له علاقة بالشأن العام أو بمستوى أدائك المهني مطلقا، بل هذا نوع من الادعاء المضاد الذي بات ممجوجا..

أحدهم كانت لديه عبارة لم أسبر أغوارها إلا لاحقا، وكان يقولها عن أشخاص يجبرونك على ألا تكرهوهم.. لكنك لا تستطيع أن تحبهم لزيف ما.. كان يسميهم أصحاب الغرور المتواضع، كان الوصف بالنسبة لي في ذلك الوقت عجيبا، فالتواضع صفة حميدة لكن من لا يتخلق بها لن يسعى إليها، ولم أكن أعلم أن للغرور تواضعا، وأن بعض المراكز القيادية تحتاج إلى مثل هذا الزيف المغرور لكسب جماهيرية تثلج صدر المدعي.


«الناس أجناس» كما يقال.. فهناك أناس يكادون أن (يتشحتوا) نظرة من وزير، أو ابتسامة منه، أو صورة سيلفي معه.. وعندما تسنح لهم هذه الفرصة، فإن الوزير سيتحول، بالنسبة إليهم، إلى رمز فيدافعون عنه بشراسة وشراهة عرفانا لتلك الابتسامة المتواضعة، لأنه وزير متواضع حبوب، ولا تهمه المظاهر.. بينما هو غارق حتى أذنيه في شغف المظاهر!

هل نحن بحاجة إلى وزير متواضع، يحبه القاصي قبل الداني، بينما وزارته مترهلة، كما أن بعض منسوبي تلك الوزارة يتركون أعمالهم المناطة بهم ليفندوا الانتقاد بشتائم، والدفاع عن وزيرهم قبل تحسين أدائهم؟!

في الآونة الأخيرة مع هبة الغرور المتواضع الذى أدى إلى نتائج عكسية تماما لبعض منسوبي الوزارات الخدمية (كالتعليم والصحة) أصيب (بعض المنسوبين) مع تلك الهبة بلوثة لم يستطيعوا فيها التمييز بين هم ومن يخدمون.. فطالبوا بعين جاحظة أن يقيموا بأنفسهم أداء وزارتهم ووزيرهم.. ولسان حالهم يردد «يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك غير ريحتها»!

abeeralfowzan@hotmail.com