-A +A
سعد الخشرمي
لا يمكن أن يسير جسدٌ له رأسان، إذ يقرر أحدهما شيئاً، ويلغيه الآخر في الوقت ذاته. ومعرض جدة الدولي للكتاب يقوم على تنظيمه جهتان حكوميتان، وهما وزارة الثقافة والإعلام ومحافظة جدة، بينما معرض الرياض الدولي للكتاب تقوده وزارة الثقافة والإعلام الذي نجح في دورته الماضية تنظيمياً، ما دفع مثقفين إلى الثناء عليه ودعمه.

بينما معرض جدة الدولي للكتاب تعرّض العام الماضي إلى جملةٍ من الانتقادات اللاذعة، بسبب غياب التنسيق بين الجهات المعنية، وكأن المعرض جسد له رأسان، فكل رأس يفكر نحو هدفٍ محدد، ما جعله جسداً تفرّق دمه بين القبائل، فلا الوزارة قادرة على اتخاذ القرارات بمعزل عن المحافظة، والعكس أيضاً صحيح.


وعلى سبيل المثال، تذاكر المدعوين إلى معرض جدة الدولي للكتاب كانت مغيبةً تماماً بين الجهتين، فكل جهةٍ تنتظر شقيقتها تتكفل بقيمة تذاكر السكن والإقامة، ما أحرج اللجنة الثقافية مع مدعويها، وتسبب ذلك بجملة اعتذارات، إذ اضطر أحد الروائيين إلى البقاء وحيداً على المنصة فيما غاب الآخرون بسبب غياب التنسيق.

والأكيد أن ثمة لجنة عليا لمعرض جدة الدولي للكتاب برئاسة محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، تقوم بجهدٍ جهيدٍ لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية، وبمشاركة مباشرة من وزارة الثقافة والإعلام، إضافة إلى جهات معنية أخرى، ولهم الفضل في ذلك بكل تأكيد، لكنّ من وجهة نظري أن تتفرغ جهة واحدة إلى إقامة المعرض، وقد تعمل الجهة الأخرى كجهة استشارية في التنظيم.

ومحافظة جدة لها فضل كبير في إعادة إحياء معرض جدة الدولي للكتاب بعد توقفه لسنوات طويلة، لكنّ وزارة الثقافة والإعلام هي المعنية الأولى بتنظيم هذه التظاهرة الثقافية، إذ تنصب مهمة المعرض في صميم عملها كونها الجهة المسؤولة عن تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب وتمتلك القرار كاملاً.

okaz.com.sa@salkhashrami

salkhashrami@