-A +A
عبدالله آل هتيلة (الرياض) okaz_online@
لم ولن يتوقف النظام الإيراني الإرهابي عن ممارسة أعماله الإجرامية التي طالت الكثير من الدول العربية والإسلامية والسفارات الأجنبية والمنشآت النفطية ما لم تتضافر الجهود، وتتوحد الرؤى العالمية لمواجهته، ومعاقبته، والحد من خطورته، التي اكتوت بنارها شعوب العالم كافة. وللنظام الإيراني الإرهابي سجل حافل من الجرائم والأعمال والمخططات الإرهابية، التي أدت إلى عزلته، واعتباره نظاما دمويا، يرتبط بقاؤه بدعم الإرهاب، وزرع الفتن الطائفية والمذهبية، ودعم الأحزاب والميليشيات الإرهابية لتنفيذ أجندته الخبيثة، بغية زعزعة أمن واستقرار الدول الآمنة، وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي. ولم تعرف المنطقة العربية الطائفية والمذهبية، التي يكرسها ملالي طهران، إلا بعد قيام الثورة الإيرانية في 1979، حيث تدخلوا في كل من لبنان وسورية والعراق واليمن والمملكة والبحرين، وما يؤكد ذلك قول أحد المنتمين لهذا النظام الإرهابي: «إن إيران تحتل 4 عواصم عربية».

استهداف أمن المملكة


ولعل ما يشير إلى تورط إيران في استهداف أمن المملكة واستقرارها سلسلة من الأعمال الإجرامية، التي يشهد بها العالم أجمع، خصوصا تحريض إيران حجاجها عام 1986، على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، إذ أدى التدافع إلى وفاة 300 حاج، وإحراق ورشة في المجمع النفطي برأس تنورة (شرق المملكة) عام 1987 من قِبَل عناصر ما يسمى «حزب الله الحجاز»، المدعوم من النظام الإيراني، وفي العام نفسه هاجمت عناصر من الحزب ذاته شركة «صدف» في مدينة الجبيل الصناعية، إضافة إلى تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران، وذلك في العام نفسه الذي تم فيه إيقاف محاولة إيران لتهريب متفجرات مع حجاجها.

ولم تكتف إيران بهذه الأعمال الإجرامية، إذ تم في العام نفسه الاعتداء على القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن النزهة الذي اعتقلته قوات الحرس الثوري ولم تفِرج عنه إلا بعد مفاوضات بين الرياض وطهران.

وبين عامي (1989- 1990)، تورط النظام الإيراني في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند، هم عبدالله المالكي، عبدالله البصري، فهد الباهلي، وأحمد السيف. ولم ولن ينسى العالم تفجير أبراج سكنية في الخبر عام 1996 على يد ما يسمى بـ«حزب الله الحجاز»، ما أدى إلى مقتل 120 شخصا بينهم 19 أمريكيا، ووفر النظام الإيراني الحماية للمنفذين بمن في ذلك المواطن السعودي أحمد المغسل، الذي قبض عليه عام 2015 وهو يحمل جواز سفر إيرانيا، وأشرف على العملية الإرهابية الملحق العسكري الإيراني لدى البحرين حينذاك، وتم تدريب مرتكبي الجريمة في لبنان وإيران وتهريب المتفجرات من لبنان إلى المملكة عبر حزب الله، والأدلة على ذلك متوافرة لدى الرياض وحكومات عدد من دول العالم.

التورط في تفجيرات الرياض

يضاف إلى ذلك تورط إيران عام 2003 في تفجيرات الرياض، التي أدت إلى مقتل عدد من السعوديين والمقيمين الأجانب، وتورطه عام 2011 في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني بمدينة كراتشي الباكستانية، وفي العام نفسه أحبطت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة اغتيال السفير السعودي السابق وزير الخارجية الحالي عادل الجبير، وثبت تورط النظام الإيراني في تلك المحاولة، بعد الكشف عن اسمي الشخصين الضالعين في المؤامرة، وهما منصور أربابسيار الذي قبض عليه وحوكم بالسجن 25 عاماً، وغلام شكوري، وهو ضابط في الحرس الثوري وموجود حاليا في إيران، ومطلوب لدى القضاء الأمريكي. وتواصل الإرهاب الإيراني الذي يستهدف المملكة وأمنها، من خلال اعتداء أذرعها الإرهابية على البعثات السعودية، وكان آخرها الاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مشهد عام 2016.

استغلال المواطنين الخليجيين

وكشفت تحقيقات السلطات السعودية واستخبارات دول عالمية أن النظام الإيراني دأب على التغرير بعدد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، مستغلاً عواطفهم الدينية، وقام بتهريبهم إلى إيران بطرق غير قانونية، وذلك بسفرهم دون تأشيرة عن طريق دولة ثالثة حتى لا يتم اكتشافهم، والإيعاز لهم بالوصول إلى المياه الدولية بالقوارب، ومن ثم ادعاء اختطافهم، رغم أنه يلحقهم بمراكز تدريب على السلاح والأعمال الإرهابية، ثم إعادتهم بعد ذلك إلى بلدانهم ليتحولوا إلى إرهابيين ضد أهاليهم وبلدانهم.

ويظل نمر النمر الذي تصفه طهران بالناشط السياسي السلمي، واحدا ممن استخدمهم هذا النظام الإرهابي لتنفيذ أجندته في المملكة، حيث أدين بتهمة الإرهاب إلى جانب 46 إرهابيا، وثبت تشكيله خلية إرهابية تعمل على التجنيد والتخطيط والتسليح وتنفيذ أعمال إرهابية، نتج عنها مقتل عدد من الأبرياء وإطلاق النار على رجال الأمن السعوديين والتستر على مطلوبين.