-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
«يشرفني زيارة السعودية خصوصا أنني أول بطريرك ماروني يزورها، والمملكة لم تخذل لبنان إطلاقا، والصداقة والأخوة بين البلدين متجذرة ومتأصلة في التاريخ»، هكذا خاطب البطريرك اللبناني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الشعب اللبناني من العاصمة السعودية، مكرساً رسالة الحب والتسامح التي يحملها في زيارته التاريخية الأولى إلى السعودية، إذ التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمس (الثلاثاء)، وجرى خلال اللقاءين التأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.

مصافحة الملك سلمان للبطريرك اللبناني لم تعكس عمق العلاقات السعودية اللبنانية فحسب، بل جسدت الدبلوماسية التي تنتهجها السعودية لتكريس قيم التسامح ونهج الوسطية والحوار والانفتاح بين الأديان.


زيارة الراعي التاريخية والتي جاءت بدعوة من الملك سلمان، قصيرة في توقيتها ولكنها عميقة في مضمونها، خصوصا في هذا التوقيت المهم الذي يمر به لبنان، والذي يتطلب تجسيد الوحدة الوطنية وإبعاد لبنان من دائرة التدخلات الإيرانية والطائفية وسياسة النأي بالنفس، لكي يعيش الشعب اللبناني بعيدا عن الحروب والطائفية والفتن، حيث حرصت السعودية على الدوام على إرساء الأمن والسلام في لبنان.

ولن تكون زيارة البطريرك الماروني اللبناني محل أنظار ومحط اهتمام الأوساط اللبنانية فقط، بل العالمية، أيضا التي تنظر إليها بأنها بداية لترسيخ النهج السعودي الذي أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الهادف إلى تكريس الإسلام الوسطي والتقارب والتعايش السلمي والانفتاح على الآخر.

وتأتي الزيارة في لحظة تشهد تحوّلات مصيرية كبيرة في المنطقة والعالم بأسره، ليس على المستويات السياسية فحسب، وإنما على صعيد التعايش بين مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية، وتؤكد حرص السعودية على أمن واستقرار لبنان وإبعاده عن أية مؤثرات خارجية، وتحديدا من إيران التي تتطلع لتحويله إلى بؤرة طائفية، كما تجسد الزيارة إستراتيجية التقارب السعودي - اللبناني، بالنظر إلى فاعلية الرياض ودورها المميز في العالم العربي، فضلا عن كونها تتمازج مع التوجه السعودي لإيجاد قواسم مشتركة بين الأديان، وتعزيز نهج التواصل والتلاقي مع سائر الثقافات والأديان والحرص على أمن واستقرار لبنان وإبعاده عن أية مؤثرات خارجية، وتحديدا من إيران ونظامها الإرهابي. إنها مصافحة السلام والتسامح بين الملك سلمان والراعي.. في سعودية التسامح.