-A +A
إدريس الدريس
من يقول إن المملكة تمر في حالة «تحول» وتغير فهو لم يجاوز الحقيقة.

ومن يشبه ما يحدث في المملكة بمن يُبدل ملابسه المهترئة القديمة ويستبدلها بأخرى جديدة زاهية فهو قد أحسن التشبيه.


ومن يرى أن المملكة تدخل مصحة علاجية تتخلص خلالها من بعض الزوائد الشحمية واللحمية وتسعى لاستعادة شيء من نضارتها ونشاطها وحيويتها التي أقعدها الترهل والروتين فقد صدق ورب محمد.

إن ما تشهده المملكة خلال السنتين الماضيتين من تحولات وتطورات وتحسينات في الملفات السياسية والاقتصادية والإدارية يشبه الإعصار أو تسونامي، الذي جاء عاصفاً ليجرف معه كل ما توطن في بلادنا من تشدد وفساد ومحسوبية ثم استزراع كل أسباب النمو والعصرنة والتحديث وإحلال الإصلاحات في كافة جوانب التنمية لكي تمضي عجلة التطور الوطني نحو المستقبل الذي نستشرفه جميعاً لهذه البلاد، لكن هذه الهمة وهذه العزيمة وما تعاضد معها من عمل دؤوب لم يكن ليحدث لولا الإرادة الجامحة التي لا تعير بالاً للمنهزمين أو المترددين من جماعة حزب (لكن و لو)، ولهذا مضت عجلة التغيير بقيادة الرجل الاستثنائي الأمير محمد بن سلمان والذي يقود حملة التجديد والتطهير ويرسم لهذا الوطن مستقبله المأمول في ظل ما يحدث من تنويع مصادر الدخل وتيسير أسباب الاستثمار لرأس المال الأجنبي من خلال إزالة العقبات التي كانت تحول دون تدفقه، ويدعم ذلك كله الانفتاح الذي يغلق مع مجيئه نافذة التشدد والتطرف وطغيان التجهم، وإلى جانب ذلك فإن الأمير الاستثنائي محمد بن سلمان يواجه بكل وضوح التمدد الصفوي الإيراني، والذي تولى خلال سنوات «الغفلة» العربية زرع الأذرع الإرهابية في عدد من العواصم العربية من خلال ميليشياته المتسلطه سواء في لبنان أو العراق وسورية واليمن، وما نتج عن ذلك من تهديد وجودي للمملكة، لكننا نمضي بعزم لتقليص هذا الخطر وصولاً إن شاء الله إلى بتره وإلغائه وطرده من الساحة العربية.

ولهذا فإن علينا أن نمضي جميعاً كشركاء في دعم ومحاربة الفساد المنهجي الذي تحول ليصبح ثقافة إدارية ومسلكاً اعتيادياً في المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية، ولندعم التوجه الحالي الذي انصرف إلى دق إسفين القضاء على الاختلاسات والرشاوى، وهذا العمل الجبار سيصبح واقعاً مغايراً لكل ما مضى، لأنه عمل استثنائي بقيادة الرجل الاستثنائي رئيس لجنة مكافحة الفساد الأمير محمد بن سلمان.