-A +A
عبدالله الداني (جدة) aaaldani@
شدد عدد من العلماء على أهمية دحر الفساد وتعزيز نهج الإصلاح الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين من خلال عدد من الأوامر الملكية وآخرها تشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد لمحاربة الفساد.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي لـ«عكاظ» أن محاربة الفساد ضرورة للمجتمعات كلها، خصوصا في المملكة، لأنها قامت على الكتاب والسنة، وقادتها حريصون كل الحرص على العدل وصلاح المجتمع والابتعاد عن الفساد والحرص على الأمانة وأن يؤدي كل مسؤول واجبه المكلف به، وخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، حريصان كل الحرص على أن تسير الأمور في المملكة بالشكل الصحيح الذي يراعي الجانب الشرعي والأنظمة التي وضعت للمصلحة، وبالتالي حينما يتساهل أحد من الموظفين أو غيرهم في ما يتعلق بحقوق الناس والأمانة والمصلحة العامة هذا أمر يؤثر على المجتمع ويتعارض مع الجانب الشرعي والأنظمة التي قامت من أجلها ومصلحة الناس.


وبين التركي أنه لا يمكن لأي أحد أن يخالف أن الأمانة واجبة والغش محرم، مشيرا إلى أن ذلك منصوص عليه في نصوص قطعية وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح، فالمملكة تسير على هذا المنهج، فأي شيء يتعارض مع النصوص الشرعية القطعية يعتبر من أعظم المفاسد ويؤدي إلى التخلف، فالمجتمعات المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا لأنها حرصت على إصلاح المجتمع وأن يسير المسؤول في أي قطاع في ما يحقق مصلحة المجتمع.

من جهته، أكد المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء الدكتور خالد بن عبدالله المصلح أن الأمر الملكي ينبثق عن روح الشريعة المستمدة من الكتاب والسنة التي تقوم عليها المملكة. وقال لـ«عكاظ»: يسّر الله ووفق خادم الحرمين الشريفين في تشكيل هذه اللجنة العليا، وهذه من المهمات التي يقتضيها الوقت الراهن، رغم أن قضية الفساد ليست وليدة الساعة، لكن تشكيل هذه اللجنة العليا تنظيم وتفعيل لكل المؤسسات التي تعنى بمحاربة الفساد ومحاصرته بشكل ملموس، إذ لا يمكن أن تتهيأ بيئة إنتاجية واستثمارية دون اتخاذ هذه الخطوة الحازمة والقرارات الصريحة الواضحة التي تحفظ البيئة الاستثمارية لهذه البلاد. وأضاف: ولاة أمرنا يشعرون المواطنين وكل من يعيش على أرض هذه البلاد بأن قيادتنا الرشيدة لا يشغلها شأن عن شأن، فهي مشغولة بشؤون عدة متعلقة بعدة أخطار تتهدد البلاد خارجيا، فبالأمس أطلق الحوثيون صاروخا عبثيا بائسا صد بفضل الله ثم يقظة رجال الدفاع الجوي الذين تصدوا له، وفي الوقت نفسه تأتي هذه القرارات الحازمة. وزاد: نحن نعيش على جبهات إصلاحية وجهادية عديدة، إذ نجتهد بإصلاح الداخل بهذه القرارات مع يقظتنا لكل من يتربص ببلادنا من الخارج، وهذا يبين أن الدولة تقوم بما يجب عليها من حفظ هذه البلاد المباركة وصيانة ثراها وتأمين ساكنها وتحقيق مستقبل زاهر لشعبها وهذا مما يثلج الصدر ويفرحه.

من جانبه، قال الأستاذ في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور هشام آل الشيخ: سرنا كثيرا ما سمعناه من تشكيل لجنة عليا لمحاربة الفساد. وأضاف: في القرآن وردت نصوص كثيرة تذم الفساد والمفسدين، وهذا أمر من أمور الدين، فالله حذر من ذلك، وما قام به الملك سلمان من إنشاء لهذه اللجنة برئاسة ولي العهد يدل على أهمية اللجنة وعلو شأنها، وأن الدولة عازمة وصادقة وجادة في القضاء على الفساد وكل من يأتي به، ولذلك لم تستثن أحدا، وإنما كل من تورط في الفساد سيلقى جزاءه كما قال ولي العهد من قبل.