استخدمت الدوحة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإخواني كأداة لضرب خصومها.
استخدمت الدوحة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإخواني كأداة لضرب خصومها.




عبدالله بن بيه
عبدالله بن بيه
-A +A
نعيم الحكيم (جدة) naeemtamimalhac@

القرضاوي كان يدعي رفضه لفكر سيد قطب.. ولكنه فُضح!

معظم بيانات الاتحاد لا يطلع عليها الأعضاء قبل نشرها!



يوماً بعد آخر تتساقط مزيدا من أوراق قطر التخريبية، ولعل أهم أوراقها الدينية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي فقد مصداقيته منذ يوم تأسيسيه عام 2004، إذ توقعت الدوحة بتحالف مع رموز «الإخوان المسلمين» بإحكام القبضة على الخطاب الديني وتوجيهه سياسياً، لاستخدامه ضد خصوم ما بات يعرف بـ«تنظيم الحمدين»، وجسد الاتحاد الذي عرف في الأوساط الفقهية بـ«اتحاد القرضاوي» السياسة القطرية بوجهها القبيح التي تستغل الدين لتمرير أجندتها.

ولعل الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم «إخوان مصر» في يوليو 2013، كشفت الوجه القبيح من الاتحاد المسيس، ما دفع عدداً من أعضائه بالاستقالة، وتبدو استقالة الشيخ الموريتاني عبدالله بن بيه الضربة القاسمة التي أفقدت الاتحاد مصداقيته وقوة حضوره في الأوساط المعتدلة في العالم العربي، ولحقه استقالات لأعضاء من لجان الهيئة «المسيسة»، وأشارت حينها مصادر مقربة من ابن بيه إلى أن «أخونة الاتحاد وتسييسه» دفعت بالشيخ الموريتاني المعروف بتقديم استقالته.

وكشفت العضو السابق في الاتحاد الدكتورة سهيلة زين العابدين لـ«عكاظ» جزءا من خبايا الاتحاد، إذ أوضحت أن معظم بيانات الاتحاد التي كانت تخرج باسم الأعضاء لم يكونوا على اطلاع عليها، مؤكدة أنها وخلال عضويتها في الاتحاد لم يتم استشارتها في بيانات الاتحاد.

وعزت عدم اعتراضها على تجاهل الأعضاء حينها، إلى ما أسمته بـ«عمومية» البيانات التي كانت تناصر قضايا المسلمين بشكل عام أو تتحدث في قضايا شرعية، دون توجه سياسي، مستدركة بالقول «لكن ثورة 2013 في مصر كشفت أوراق الاتحاد بشكل جلي عندما أصدرت بيانا مسيسا تؤلب من خلاله الشعب على الجيش والشرطة وتستعدي دولا خارجية ضد مصر وتريد إشعال فتنة وحرب أهلية في مصر، حينها اتخذت قرارا بالانسحاب من الاتحاد».

وأشارت إلى أنها اعترضت على البيان، مؤكدة خروج الاتحاد في بيانه حول ثورة مصر 2013 عن الأهداف وشعارات الاتحاد التي كانوا يرفعونها، وأن «اتحاد القرضاوي» نقض أهداف الاتحاد المعلنة.

وقالت زين العابدين إنها أرسلت خطابا للاتحاد تعلن فيها خروجها منه، كونها «لا تقبل أن تكون عضوة في حزب يساعد على إشعال الفتن بين المسلمين ويكون أداة للحروب والتخريب»، مشددة على أن بيانات الاتحاد الأخيرة كشفت عن توجهها «الإخواني» الفاضح.

وأفصحت زين العابدين عن محاولات عدة من قبل الاتحاد لإعادتها لعضويته من جديد، لكنها رفضت ذلك، معللة ذلك بـ«أن الأقنعة سقطت في الاتحاد».

ولفتت إلى أن القرضاوي كان يدعي بأنه ضد فكر سيد قطب الذي يكفر المجتمعات، لكنه كشف عن فكره الإخواني بشكل جلي من خلال موقفه من ثورة مصر ومحاولة إشعال فتنة وحرب أهلية فيها.

وعن طريقة انضمامها للاتحاد أوضحت بأنهم هم من قدموا لها الدعوة للانضمام، ولم تكن حريصة على ذلك، لكنها لم تتوقع على الإطلاق تسييس الاتحاد وأخونته بهذه الطريقة.

وأكدت على موقفها القديم من جماعة الإخوان، إذ لا تتفق إطلاقا مع أفكار الجماعة الإهاربية، مضيفة «كنت أدرك خطورتهم وخباياهم منذ زمن بعيد وحذرت منهم».

وخلصت زين العابدين إلى أن انضمامها للاتحاد وخروجها منه كان درسا بأن غالبية الاتحاد والجماعات التي ترفع شعارات دينية في الغالب ذات توجهات إخوانية تحاول تنفيذ أجندتها، وأن «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».