-A +A
عبدالله عمر خياط
لقد جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – يوم السبت بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – سلمه الله -، بحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، والتحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها، واتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد العام، واتخاذ ما تراه بحق الأشخاص والكيانات والأموال، والأصول الثابتة والمنقولة في الداخل والخارج، وإعادة الأموال للخزينة العامة للدولة، وتسجيل الممتلكات والأصول باسم عقارات الدولة. في وقت نحن أحوج ما نكون إليه.

.. أي نعم لقد جاء هذا الأمر الكريم ليؤدي ولي العهد من خلال اللجنة التي يرأسها مهمة بالغة الأهمية، إذ اعتمدت اللجنة، كما ذكرت «عكاظ» بعدد يوم الأحد 16/2/1439هـ: «حيثيات الأمر الملكي على ما لوحظ من استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، واعتدوا على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية، مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه، متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم المشينة، ساعدهم في ذلك تقصير البعض ممن عملوا في الأجهزة المعنية وحالوا دون قيامها بمهماتها على الوجه الأكمل لكشف هؤلاء، مما حال دون اطلاع ولاة الأمر على حقيقة هذه الجرائم والأفعال المشينة، وتطبيق الأنظمة بحزم على كل من تطاول على المال العام ولم يحافظ عليه أو اختلسه أو أساء استغلال السلطة والنفوذ في ما أسند إليه من مهمات وأعمال، نطبق ذلك على الصغير والكبير، لا نخشى في الله لومة لائم بحزم وعزيمة لا تلين».


.. وفي بيان صادر عن هيئة كبار العلماء أكدوا فيه أن الفساد يولد مشكلات خطيرة على استقرار المجتمعات وأمنها وقيمها وسيادة الأنظمة، كما أنه يعيق التنمية ويقوض المؤسسات ويبعثر الثروات، وكل انحراف بالوظيفة العامة عن مسارها الذي وضعت له ووجدت لخدمته فهو فساد وجريمة وخيانة، وينتج عن الفساد مخاطر جمة؛ كتدني الخدمات، وتعثر المشاريع، وسوء التنفيذ إلى غير ذلك من نتائج سيئة؛ ناشئة عن أطماع مالية غير شرعية.

وعدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، هذا الأمر الملكي، أمراً إصلاحياً تاريخياً يأتي في سياق أوامر خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - منذ توليه مقاليد الحكم، التي تتوخى مصلحة بلاده وشعبه، وتحافظ على مقدرات الوطن ومكتسبات الأمة.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكفانا شر المجرمين.

السطر الأخير:

يا جامع المال في الدنيا لوارثه

هل أنت بالمال قبل الموت منتفع؟

قدم لنفسك قبل الموت في مهل

فإن حظك بعد الموت منقطع.

aokhayat@yahoo.com