طفل يمني أصيب في قصف للميليشيات الانقلابية.
طفل يمني أصيب في قصف للميليشيات الانقلابية.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
لم نعد نفهم توجهات الأمم المتحدة المعلنة وحتى السرية في التعامل مع قضايا المنطقة، وتحديدا الأزمة اليمنية، فتارة تتهم التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن ظلما وعدوانا، بتقارير مضللة ومغرضة عارية عن الصحة، باستهدافه الأطفال، وهو الحريص كل الحرص على سلامة أطفال اليمن والالتزام بقواعد الاشتباك العسكرية نصا وروحا عسكريا وإنسانيا. وتارة تدعم الحوثيين في اليمن، بمبالغ مالية طائلة في تحرك غير شرعي وباطل نعجز عن فهمه، من المنظومة الأممية التي يفترض أن تعمل على إرساء الأمن والسلم الدوليين، ولجم الحركات والميليشيات المناهضة للشرعيات في العالم، بدلا من أن تدعمها بالأموال للانقلاب على الشرعية وإثارة الفتن والقلاقل.

ومن أحدث مسلسلات الأمم المتحدة دعمها لميليشيات الحوثي بملبغ 14 مليون دولار عبر ما يسمى وزارة التعليم، التي ليس لها أي منطلقات شرعية في اليمن، ولا تعترف بها الأمم المتحدة أصلا، وهي تمثل الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تستخدم هذه الأموال لتغيير المناهج التعليمية، وتسميم عقول طلبة المدارس، بأفكار عنصرية وطائفية غريبة، تخدم مشروعهم الطائفي في اليمن والمنطقة، وتعمق الهوة الثقافية والفكرية التي صنعتها أخيراً، وتنتج جيلاً مفخخاً بالأفكار الطائفية والإرهابية.


لقد جاء الموقف السعودي في الأمم المتحدة معبرا عن صوت الإنسان اليمني الشريف، لأن الأمم المتحدة تتجاوز الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا لتتعاون مع الانقلابيين، خصوصا أن تقرير لجنة في الأمم المتحدة مختصة بمواجهة الألغام أشار إلى قيام المنظمة الدولية بتقديم هذا المبلغ الكبير لوزارة التعليم التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو بالطبع لن يذهب أساسا لهذه المهمة، والأصل عدم دفع مبالغ لميليشيات انقلابية، خصوصا أن الميليشيات الحوثية ومرتزقة صالح هم الذين زرعوا الآلاف من الألغام داخل اليمن وعلى الحدود السعودية، ولا يمكن إضفاء الشرعية لمن لا شرعية له، ولا يمكن تسليم المساعدات الدولية لإزالة الألغام لمن يقومون بزرعها ونشرها ويسهمون في تهديد أمن وسلامة اليمن والمنطقة والعالم أجمع. حسب ما جاء في البيان السعودي الواضح والصريح.

لقد قامت ميليشيات الحوثي - صالح المتمردة بتجنيد الأطفال لزرع الألغام، ما يعرضهم للخطر الفادح وينتهك طفولتهم وحقهم في الحياة الآمنة.

هل تعلم الأمم المتحدة أن ميليشيات الحوثي الانقلابية اغتصبت وزارة التربية والتعليم لتمرر أفكارها المنحرفة، بغية تحقيق تغييرات جذرية في عقيدة الشعب اليمني المسلم من خلال التشويش على عقول ملايين الطلبة.

وهل تعلم الأمم التحدة أن المبالغ التي سلمتها للميليشيات الحوثية المسيطرة على وزارة التربية والتعليم في صنعاء، تعمل على تشويه أفكار الطلبة من خلال فرض ملازم حسين بدر الدين الحوثي كمرجعية ثقافية ودينية متفردة للمنهج الدراسي في مقررات مادة التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ كمرحلة أولى في برنامجهم لتغيير المناهج التعليمية اليمنية. إذا كانت تعلم فتلك مصيبة، وإذا كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم.