سراج دخن
سراج دخن




الوزارة أثنت على أداء المركز في سجل الزيارات.
الوزارة أثنت على أداء المركز في سجل الزيارات.




باصات الأطفال توقفت بسبب عدم وجود ميزانية للوقود والآباء أعلنوا تكفلهم بالثمن.
باصات الأطفال توقفت بسبب عدم وجود ميزانية للوقود والآباء أعلنوا تكفلهم بالثمن.
-A +A
عبدالرحمن الختارش (جازان) okaz9@
شهدت أزمة مركز غراس لرعاية أطفال التوحد نهاريا في جازان تصعيدا جديدا، بعد أن أوقفت وزارة العمل الدعم عنه ما أدى إلى تأخر أجور ورواتب المعلمات والإداريات. وتبين أن الوزارة عزت موقفها إلى عدم استيفاء المركز للشروط المطلوبة وتجاهله لخطاب رسمي طلب تحقيق المتطلبات، لكن رئيس اللجنة الاجتماعية الأهلية بجازان، المشرف العام على مركز غراس سراج دخن نفى بصورة قاطعة ما يتداوله بعض المسؤولين في وزارة العمل وتحديدا فرع منطقة جازان، بأن المركز مخالف للأنظمة وأنه لم يستوف الإجراءات المطلوبة من الوزارة.

ويؤكد أن المركز في المقام الأول خيري وخدم شريحة كبيرة من أبناء جازان، كما أن جميع وثائق المركز سبق أن سلمت للوزارة بمقرها بالرياض «قبل أشهر قليلة كنت أستفسر عن سبب إيقاف الدعم، وفوجئت بأن الوزارة تبلغني أن المركز لم ينفذ ما طلب منه من إجراءات، وأن الوزارة سبق أن بعثت بخطاب رسمي للمركز تطالب فيه باستيفاء الشروط».

ويضيف المشرف على المركز أنه أكد للوزارة عدم استلام أي خطاب من هذا القبيل وشكل مكتب العمل بمنطقة جازان فريقا للتحقيق ومراجعة الخطابات والبريد الإلكتروني وثبت تماما أن غراس لم يستلم أي خطاب من الوزارة («عكاظ» حصلت على محضر رسمي يؤكد عدم تلقي المكتب أي خطاب من الوزارة).

ويضيف سراج أن المركز يعمل بصورة نظامية، وما يؤكد ذلك سجل الزيارات التي تؤكد اعتزاز ودعم المسؤولين في وزارة العمل بما شاهدوه في المركز وخطوا ذلك بأقلامهم، فكيف لمركز يعمل من دون تصاريح ومخالف للأنظمة أن يحظى بزيارة المسؤولين في الوزارة؟!

ويضيف سراج قائلا: هناك أمر غريب يحدث ولا أعلم لمصلحة من يحرم أطفال معوقون من الدعم والمساعدة، أنا على ثقة أن الجهات المختصة لن تقبل بمعاناة أطفالنا المعواقين، كما لن تقبل تأخر أجورهم، نحن على ثقة أن وزير العمل ستكون له كلمته الفاصلة في هذا الشأن.

«باصات الأطفال» تتوقف.. والآباء يتحملون ثمن الوقود

عادت أزمة مركز غراس للرعاية النهارية مجددا إلى السطح بعدما اكتفت «الجهات المعنية» بالتزام الصمت تجاه أوضاع المركز المهدد بالتوقف كليا بسبب إيقاف الدعم «عكاظ - الإثنين 10 صفر 1439» وتصاعدت أمس مطالبات أولياء أمور 200 طالب توحدي، وانضمت إلى المطالبات معلمات وموظفات وعاملات المركز. وقال هؤلاء إن وزارة العمل تتجاهل طلباتهم وتكتفي بتقديم «مسكنات» لمواجهة الحالة المتردية التي ستنتهي حتما بإضاعة مستقبل 200 طفل توحدي ومعوق ظلوا يتلقون الدعم العلاجي والنفسي في مركز غراس الذي أنشئ قبل أربعة أعوام. وفي تطور مفاجئ أوقف المركز باصات الأطفال بحجة عدم توافر ميزانية الوقود وأبدى الآباء استعدادا لتحمل نفقاته!

أحلام الآباء والمعلمات والموظفات تلاشت تماما في ظل تجاهل وزارة العمل لكل مطالبهم والإصرار على إيقاف الدعم المالي المقدر سنويا بنحو مليوني ريال، بحجة تحويل المركز إلى استثماري وعدم استكمال استخراج التصاريح، وهو أمر انتهى بإيقاف رواتب الموظفات لنصف عام.

لن نخذل أطفالنا

عاملات غراس يستغربن الصمت المطبق من جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة وصمت القطاع الخاص وفاعلي الخير في جازان، ويطالبن الجهات المختصة بالتدخل لمعالجة الأمر فورا بلا إبطاء، خصوصا أن المركز أثبت خلال فترة وجيزة، قدرته على مقارعة مراكز أخرى كبيرة تفوقه خبرة بسنوات طويلة. ورغم الصعاب التي تواجهها العاملات اللائي لم يتقاضين أجورهن لأكثر من نصف عام رفضن التوقف عن أداء مهماتهن على توفير الرعاية لأطفال المركز. وتؤكد إحدى أخصائيات «غراس» لـ«عكاظ» أن المطالبات لا تقتصر على حقوقهن المتأخرة فقط بل يمضي إلى إقناع الجهات المعنية بعدم إغلاق المركز أبوابه، هذا هو المطلب الأهم في هذه المرحلة، «تعلقنا كثيرا بهؤلاء الأطفال وزاد تعلقنا بهم كلما شاهدنا التقدم الملموس الذي يحققونه على الصعيدين التعليمي والصحي».

وتضيف الأخصائية أنه خلال سنوات قليلة بدأ المركز يكبر ويوفر للأطفال كل وسائل التعليم والرعاية الصحية تحت إشراف مختصات واستشاريات أثبتن نجاحهن وتفوقهن بشهادة العديد من المراكز المنافسة. كما أشاد عدد من الزوار والمسؤولين بأداء المركز.. وتتساءل

«لماذا لا تدعم وزارة العمل هذه النجاحات التي تحققت.. ما نشاهده من تجاهل وإيقاف الدعم أمر محير يجعلنا نشعر بالمرارة ومخيب للآمال !».

ندفع ثمن الوقود

في المقابل، تفاقمت أوضاع أطفال المركز إذ تم الإعلان أخيرا عن توقف «باصات» النقل، وعللت إدارة المركز ذلك لعدم وجود ميزانية كافية لتوفير الوقود اللازم للمركبات. واعتبر الآباء ذلك جزءا من مسلسل تردي أوضاع غراس. ويقول إبراهيم الزهراني لـ«عكاظ»: فوجئنا بتوقف باصات النقل وحين استفسرنا عن السبب، أكدت لنا إدارة المركز أنه لا توجد الميزانية التي تغطي أجور الصيانة والوقود، وأكد الزهراني أنه تواصل مع عدد من أولياء أمور الطلاب وجميعهم أبدوا استعدادهم لتوفير المبالغ المخصصة لوقود الباصات وصيانتها أيضا إذا تطلب الأمر!

المتحدث: إجابتي السابقة تكفي !

«عكاظ» وجهت عددا من الأسئلة للمتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل لمعرفة أسباب توقف الدعم، وأوضاع الموظفات ورواتبهن المتأخرة قال «تمت مباشرة القضية من قبل الزميلات في مكتب عمل جازان وثبت تأخر صرف أجور العاملات، وتم ضبط المخالفة، وأحيلت القضية للهيئات العمالية للحكم فيها».

«عكاظ» استفسرت مرة أخرى من المتحدث عن سبب إيقاف الدعم المالي عن المركز، إلا أنه اكتفى بإجابته السابقة وامتنع عن الإجابة!