-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
جاءت الوثائق التي كشفتها الـ«سي آي إيه»، وتعود لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، كدليل إضافي دامغ وتأكيد للمؤكد على دعم إيران للتنظيم الإرهابي مجددا، خصوصا أن إحدى الوثائق المنشورة من 19 صفحة، وأعدها أحد مساعدي بن لادن، تحدثت صراحة عن أن النظام الإيراني الإرهابي عرض تدريب وإمداد «الأشقاء السعوديين» من القاعدة بالسلاح والمال، شرط أن يهاجموا المصالح الأمريكية في الخليج. واعتُبرت وثائق أخرى ضمت تسجيل فيديو لحفلة زفاف حمزة نجل أسامة بن لادن جرى تصويره في إيران، مثال آخر دامغ لا يدع مجالا للشك على العلاقة الوطيدة بين النظام الإيراني والقاعدة، هذا الدليل لا يعد الأول بل هناك دلائل دامغة أخرى تكشف مؤامرات نظام الملالي، ليس فقط بالتنسيق وتقديم الدعم للقاعدة فحسب، بل بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل «داعش»، فالحكم الأمريكي الذي أصدره القاضي جورج دانيالز في نيويورك، العام الماضي بتغريم النظام الإيراني وإلزامه بدفع تعويضات لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، يفضح بصورة قاطعة العلاقة بين إيران و«القاعدة»، هذه العلاقة القديمة الجديدة، خصوصا أنه بعد انهيار حكم طالبان 2001، فرت أغلب قيادات القاعدة وعوائلها مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إلى باكستان، لكن قيادات أخرى فضلت الذهاب إلى إيران.

وفي عام 2001، أرسل النظام الإيراني وفداً لأفغانستان لضمان السفر الآمن لقيادات القاعدة وعائلاتهم إلى إيران، وكشفت وسائل إعلام أمريكية في حينه، عن دور لسعد بن لادن، كوسيط بين القاعدة وإيران، التي يعيش فيها سعد تحت الإقامة الجبرية منذ سقوط طالبان عام 2001. كما عملت إيران على نقل العديد من مقاتلي القاعدة بينهم قيادات الصف الأول والقيادات الوسطى من تنظيم القاعدة المركزي. وأسست القاعدة في إيران عام 2002 مجلس إدارة تم تنظيمه بتكليف من بن لادن لدعم التنظيم في أفغانستان وباكستان، وضم المجلس من بين أعضائه البارزين كلا من (عادل وسليمان أبو غيث وأبو الخير المصري وأبو محمد المصري وأبو حفص الموريتاني)، وكان الحرس الثوري الإيراني الجهة المسؤولة عن المجلس التي تتولى لم شمل عوائلهم.


وبحسب المصادر، فإن إيران تمثل جغرافياً ممراً مركزياً للقاعدة بين أفغانستان والباكستان والعراق، وتؤكد هذه المصادر، أن التغاضي عن تورط إيران في دعم القاعدة يمثل جريمة بحق الإنسانية، فالعلاقة بين إيران والتنظيم الإرهابي علاقة مزدوجة وتتضمن تبادل أدوار خفية للاستمرار في الفكر الإرهابي الطائفي المدمر لمقدرات الأمة الاسلامية.

وفصل المقال حول إيران والقاعدة.. فالأولى دولة إرهابية تتبع مبدأ التدمير والقتل ونشر الفكر الطائفي وتصدير أزماتها للخارج، أما الثانية فهي تنظيم إرهابي بامتياز، أهلك الحرث والنسل وهو بمثابة ريموت كونترول بيد الملالي.. ومن ثم فهما وجهان لعملة الإرهاب الواحدة.