-A +A
عبده خال
في معرض الشارقة للكتاب، وجدت أمامي توصيفا لما يجب أن أتحدث عنه، بأن عملية الكتابة عبر العصور كانت وسيلة تساعد المؤلفين على استكشاف الموروث الثقافي في ثقافتهم الخاصة وثقافة الآخرين، ومع ذلك فإن هذا الركن الأدبي يتغير بتغير العالم.

فكيف تؤثر الأخبار والأحداث الراهنة على الكتابة؟


وهنا نجد أنفسنا أمام هذه المفردات:

الكتابة والموروث والمتغير ثلاثة عناصر يمكن الولوج إليها، ولكل منها أعماق وتعاريف تتقارب وتتباعد والوصل بينهم يمنحنا الاقتراب من استيضاح المؤثر الطارئ على الكتابة.

فإذا كان لكل زمن لغة تعبير تحمل إرثها وموروثها فإن انتقال العالم من زمن لآخر لا ينسي الفرد مكوناته الثقافية، وإذا كان الإنسان هو لغة فإن وجوده مرتبط جوهريا بما تحمله هذه اللغة من مكونات نسميها ثقافة، ولأن أبسط تعريف لهذه الثقافة هو: كل ترسخ وبَقى في وجدان المجتمع تعد هذه هي ثقافة ذلك المجتمع، ولأن وجود مفاهيم أو مصطلحات الموروث والتراث متقاربين مع تعارف الثقافة يصبح الاقتراب من المفاهيم أكثر احتياجا، فالتراث يطفو على السطح بجملة من القيم المتنوعة ترتبط بالفرد على هيئة سلوك وعادات وتقاليد وطريقة تفكير تختلف أو تتفق وفق ما يكون عليه المجتمع، فكلما كان مجتمعا أحاديا كان ذا تفكير متناسخ، وكلما تعددت أنماط التفكير غدا مجتمعا متمدنا تعدد فيه أشكال وطرق ووسائل التفكير.

ويكون هذا الموروث هو الحصيلة الثقافية التي تحرك شرائح البشر للمجتمع، ويكتسب الموروث استمراريته بالمحافظة الدائمة لأن يكون محركا للمجتمع، ومع الانتقال الزمني تحدث مؤثرات سياسية واقتصادية واجتماعية تفقد الموروث بعض أجزائه فيغدو تراثا أو خزينة ثقافية لذلك المجتمع، الفرق بينه وبين الموروث أن الأخير ينام في ذاكرة التاريخ من غير أن يكون له التأثير المباشر في حياة الناس وتفاعلات الأحداث المباشرة.

ولأن المساحة ضاقت سوف استكمل الموضوع لاحقا.