-A +A
سعيد السريحي
تضعنا مدينة «نيوم» المزمع إنشاؤها أمام تحد حقيقي في طريقة استعمالنا للتقنية وكيفية استثمارنا لها على الوجه الأمثل، بحيث لم يعد لنا حجة في أن نستمر على ما نحن عليه من سوء استخدام لها أو انحراف عن الوجهة السليمة التي ينبغي لنا أن نضعها نصب أعيننا كلما عن لنا أن نتعاطى مع هذا العالم المستجد الذي عجزنا عن إنتاجه ثم فشلنا في استثماره.

وفدت علينا التقنية الحديثة ولم نكن مهيئين للتعامل معها، فلم تثمر عن رقي في تفكيرنا بل لعلنا لا نبالغ أو نعدو الحقيقة إن قلنا إن تعاملنا معها أفضى إلى مزيد من التخلف والسطحية، وذلك ما يكشف عنه ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي، وحسبنا أن نشير إلى أنها قد أصبحت مسرحا للمهرجين الذين يتراقصون أمام الشاشات، والأصوات النشاز التي تردد الشيلات، والأخطر من ذلك كله أنها تحولت لقنوات يبث من خلالها المتطرفون سمومهم ويتواصل بواسطتها الإرهابيون مع خلاياهم النائمة والمستيقظة كذلك.


مدينة نيوم تضعنا أمام تحد حقيقي، فإما أن يكون استثمارها للتقنية أنموذجا لنا نقتدي به فنرتقي إلى مستوى أن نكون الوطن الذي يحتضن هذه المدينة المثالية أو تبقى «نيوم» بما فيها من تطور تقني معزولة عنا ونبقى نتداول في وسائطنا الاجتماعية آخر النكات و«أرقص» الشيلات ويكون ذلك مبلغ علمنا بالتقنية.