-A +A
مريم الصغير (الرياض) maryam9902@
يُعقد في العاصمة السعودية «منتدى الرياض الإنساني الدولي الأول»، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال الفترة من 8 ـ 10 جمادى الآخرة 1439، الذي سيكون مختصاً بتطوير العمل الإنساني الدولي.

أعلن ذلك المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، لدى تدشينه أمس (الأحد) في الرياض لقاء تعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن، بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الإغاثي والإنساني في العالم، داعياً الجميع للمشاركة في فعاليات المنتدى الدولي الإنساني.


إلى ذلك اتفق المشاركون في اللقاء الإنساني رفيع المستوى على دعم وتعزيز وتمويل العمل الإنساني في اليمن، وأكدوا على اللا مركزية فيه والحيادية وضرورة وجود مكاتب، سواء للأمم المتحدة أو المنظمات الأخرى في جميع المدن المهمة في اليمن. وأجمعوا على ضرورة دفع الرواتب، ويشمل ذلك أن يكون لدى الحكومة الشرعية القدرة في الحصول على الدخل المالي من موارد اليمن، وأهمية الاستفادة من المعابر المتاحة، إضافة إلى أهمية دعم مبادرة مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في ما يخص ميناء الحديدة ومطار صنعاء، مشيرين إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى الاستفادة من جميع المعابر. وطرحت المملكة خلال اللقاء من منطلق حرصها على الشعب اليمني إمكانية الاستفادة من الميناء البحري في جازان، والمعابر البرية، على أن يتولى مركز الملك سلمان مهمة التنسيق. ودعا المشاركون إلى دعم تسهيل تحرك المساعدات الإنسانية داخل اليمن، والمحاسبة الصريحة لكل من يعيق أو يحجز أو يمنع دخولها، لتنسيق العمل الإنساني في اليمن، خصوصا أن مركز الملك سلمان أبدى استعداده لأن يكون حاضنا لتنسيق العمل الإنساني في اليمن، بحكم قرب المملكة من اليمن، ووجود مكتب تنسيق خليجي للتوسع في ذلك. كما أكد المشاركون على تقييم العمل الإنساني في اليمن، وضرورة التعاون بشكل أوسع لإيضاح الصورة الفعلية المطلوبة، وأبدى مركز الملك سلمان استعداده للإشراف على ذلك، مع ضرورة دعم الرقابة والمتابعة، ودعا المركز إلى أهمية التوصل إلى اتفاق في دعم البرامج، ودعوة جميع المنظمات الإنسانية للعمل في الميدان.

وأوضح، الدكتور عبدالله الربيعة، أن اللقاء الإنساني رفيع المستوى لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن، يأتي تأكيدا على ما توليه المملكة -حكومة وشعباً- من اهتمام تجاه شعب اليمن الشقيق، إذ تربط الشعبين روابط الجوار والأخوة واللغة والتاريخ، والعلاقات الأسرية والاقتصادية المتينة القائمة على الاحترام المتبادل، التي هي في تزايد على مّر التاريخ. وقال: «ليس من المستغرب أن تكون المملكة في مقدمة دول العالم دعماً للشعب اليمني بكافة مناطقه وفئاته وطوائفه، إذ وصلت التكلفة الإجمالية للمساعدات التي قدمتها المملكة خلال عامين ونصف مضيا ما يقارب مبلغ (8.27) مليار دولار أمريكي. وأوضح الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ 161 مشروعاً في كافة مناطق اليمن بمشاركة 85 شريكاً أممياً ودولياً ومحلياً، شملت الأمن الغذائي، والتغذية، والإيواء، والصحة، والدعم المجتمعي، وغيرها من المشاريع، مشدداً على أن المركز أولى عناية واهتماما كبيرين بالبرامج الموجهة للمرأة والطفل، إذ نفذ 68 برنامجاً للمرأة، و80 برنامجاً للطفل.

معاناة الشعب اليمني

أوضح الدكتور عبدالله الربيعة أن المملكة استجابت لدعوة الحكومة الشرعية باليمن لإعادة الشرعية التي اختارها الشعب اليمني، وفي ضوء قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، مضيفاً أن معاناة الشعب اليمني مع الميليشيات الانقلابية ليست وليدة اليوم، إذ كان الشعب اليمني الشقيق يعاني من تمردهم على الحكومة اليمنية مُنذ زمن بعيد، وما حدث أخيراً جاء ليؤكد التدخل الذي تسعى من خلاله إيران لخلق نماذج لجماعات إرهابية على شاكلة «القاعدة» و«داعش». وأكد الربيعة أن حضور ومشاركة الضيوف يؤكد سعي الجميع لدعم وتعزيز العمل الإنساني في اليمن من خلال تحسين وتطوير تقارير الاحتياج والتقييم اللتين تعدان العمود الفقري للعمل الإنساني، وزيادة الدعم للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، والاهتمام بتنسيق العمل الإنساني هناك لضمان عدالة التوزيع، والحيادية، وعدم الازدواجية، ويسعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يكون حاضناً لهذا التنسيق بمشاركة مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة.

جريمة تجنيد الأطفال

وبين الدكتور عبدالله الربيعة أن المركز يؤكد أهمية الرقابة والتقييم، قائلا: «من هذا المُنطلق فإنه يجب علينا تعزيز بناء تقارير محايدة تضمن جودة العمل وتمنع التجاوز والتحايل». مضيفاً أن جميع القوانين الأممية والحقوقية تحرم وتجرم استخدام الأطفال كأدوات حرب أو إقحامهم كدروع بشرية، ولقد قامت الميليشيات الانقلابية بتجنيد ما يزيد على 20 ألف طفل يمني بريء وفق تقارير الهيئات الحقوقية، ونحن إذ ندين هذا العمل المشين، يجب علينا التحرك العاجل لإيقافه وإدانته ومحاسبة كل من قام بخرق حقوق الطفل اليمني والدفع به إلى الضياع، وندعو الجميع أن يشاركوا المركز في دعم برامج إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال من خلال إعداد وتنفيذ مشاريع تؤهلهم نفسياً، وعلمياً، واجتماعياً، وأسرياً، لافتا إلى أن المركز يتولى حالياً إكمال تأهيل (2000) طفل، ويسعده تعاونكم لتأهيل جميع أطفال اليمن الذين سُلبوا حريتهم.

كيف نساوي بين «القاتل والمقتول»

طالب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبدالملك المخلافي، المنظمات الدولية بإدانة الميليشيات الحوثية وعدم مساواة القاتل والمقتول. وقال «ليس من المعقول عدم إدانة جميع الجرائم التي قامت بها الميليشيات من المنظمات الدولية»، لافتا إلى وجود بعض التحديات التي تصعب العمل الإنساني في بلاده، ومن بينها استمرار الحرب ضد الميليشيات الحوثية، التي فرضت الحرب على الشرعية والشعب اليمني..

من جانبه قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك: «مسرورون بالمساعدات التي تقدمها الدول المانحة، ونعمل على تحسين الوضع الصحي والتعليمي، ولدينا تفهم مشترك للقضايا الانسانية في اليمن.