-A +A
عبده خال
فطن هي صفة النبيه القادر على اكتشاف ما غفل الآخرون عن فهمه، وقد تم إطلاق هذه المفردة على موقع من مواقع وزارة التعليم بقصد انتزاع الفكر المتطرف، ومع بداية البرنامج ظهر أن المدارس تعج ببعض المتشددين، فمع بداية إنشائه كانت الكتابات تحمل رسائلها المتطرفة جهارا نهارا حتى ظن من ليس لديه خبرة أن الموقع للإخوان أو لأحد التيارات المتشددة، ولأن الوزارة ذات أحمال ثقيلة وأنواع مختلفة من البشر إلا أن المعلمين الإخوانيين أو من يتعاطف مع التيارات المتشددة قد أصبحوا مشرفين على الموقع (في عدد من المحافظات) مقتفين النهج الإخواني من خلال: (الانتشار والتغلغل في المفاصل ثم التحكم والسيطرة)، وهي اللعبة نفسها التي لعبوها في جل الوزارات، ومع اعتبار الجماعة جماعة إرهابية، انحصروا بالطريقة نفسها التي تمت ممارستها مع الأنظمة التي تكشف خباياهم ثم العودة من خلال الأنشطة واللجان وأعمال البر ويظهرون أنهم ضد جماعتهم للعودة مرة أخرى في الانتشار، هم مثل مياه النوافير يظهرون تشكلات متنوعة بينما الماء واحد.

ولولا مواقع التواصل الاجتماعي وفضح كثير من المشرفين لربما وجدنا برنامج فطن الحكومي مروجا لشعارات التطرّف، ومع إيقاف البعض منهم بسبب هذا الكشف إلا أن تحت الرئيس مرؤوسين لا تعرفهم إلا من خلال ما تخطه أقلامهم.


وإذ تم إيقاف فطن كان من البدء التنبه أن الإخوان والمتشددين يمسكون بمفاصل التعليم العام والعالي خصوصا وأن معالي الوزير قد سبق وحذر أن عجلة التعليم متوقفة بسبب وجود تيار متشدد من خلال كتابه الذي حصد الإعجاب قبل أن يصبح وزيرا فكيف تم تمرير هذا البرنامج مع تلك المعرفة؟

وإذا كانت هناك نية لاستعادة برنامج فطن فواقع التعليم يؤكد أن المنتمين للتعلم غير مهيئين لتطهيره من بلاء الإخوان والمتطرفين، لأن المراقب في المحافظات غير مأمون الجانب.

ويصبح على الوزارة إسناد الإشراف على هذا البرنامج من خارج المنتمين للتعليم كالمفكرين والكتاب وجهات أمنية، أما إعادته بأساليب وخطط الإخوان نفسها فسيظهرون مرة أخرى بعد عقد أو عقدين.

إن انتزاع الفكر المتشدد لا بد أن يكون النازع من خارج المنظومة وإلا سنردد على إسماع الوزارة المثل الشعبي (ايه ذَا..صبه رده).