-A +A
عبدالله عمر خياط
.. تعددت وقائع الانتحار، أو قتل الآخرين، أو حتى قتل النفس التي حرم الله.

وفي تقديري، بل وأكاد أجزم أن السبب لذلك هو المخدرات التي تفقد الإنسان عقله فيقدم على أعمال مختلفة أسوأها ما حرمه الله من قتل الأنفس أو قتل الآخرين.


من ذلك ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 22/‏ 11/‏ 1438هـ: من أن مواطناً في الأربعين من العمر أقدم على حرق زوجته الثلاثينية، بمساعدة صديقه إثر خلاف حاد بين الزوجين.

وطبقا لأقوال الزوجة الناجية من الموت حرقا، فإن شريك حياتها سكب عليها البنزين وأشعل فيها النار بعدما كبلها بسلاسل حديدية بمساندة صديقه الذي أحضره معه للمنزل، غير أنها نجت من الموت حرقاً بأعجوبة. «كما نشرت «عكاظ» خبراً بتاريخ 22/‏ 11/‏ 1438هـ تحت عنوان «مواطن يقتل زوجته الحامل وطفليه»، جاء فيه: «استيقظ أهالي حي المنتزهات في جدة على جريمة بشعة، عندما أقدم مواطن على قتل زوجته الحامل وطفله البالغ من العمر ستة أعوام، وشقيقته التي تصغره بعامين بآلة حادة (سكين) داخل منزله في ظروف غامضة».

وكان القاتل عقب تنفيذ جريمته داخل منزل الأسرة، توجه إلى شرطة المنتزهات ليقدم بلاغا بجريمته، وهو ما استدعى التحفظ عليه للتثبت من أقواله ليتم إيفاد فريق أمني إلى المنزل. وأوضح المتحدث باسم شرطة منطقة مكة المكرمة العقيد دكتور عاطي القرشي، أنه عثر على جثث المجني عليهم، وتم حفظ جثامينهم بثلاجة المستشفى.

ولعل الأغرب من ذلك ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 28/‏ 11/‏ 1438هـ تحت عنوان «زوجان ينتحران لمعرفة ماذا سيحدث بعد الموت» ونص الخبر: «تسبب غباء زوجين في موتهما منتحرين غرقاً، لرغبتهما في معرفة ماذا سيحدث بعد الموت، وبحسب «العربية نت» توفيت زوجة إيرلندية وزوجها المصري في حمام سباحة بمنزلهما في مدينة الغردقة رغبة في اكتشاف العالم الآخر ومعرفة عالم ما بعد الموت، إذ وثقا سبب انتحارهما بمقطع فيديو عثرت عليه الشرطة المصرية بعد انتشال الجثتين مقيدتين من قاع المسبح».

ووفقاً للشرطة، عثر رجالها على فيديو مسجل للزوجين يعترفان فيه برغبتهما في الانتحار لمعرفة عالم ما بعد الموت وماذا يجري هناك، كما عثر على رسالة هذا نصها «عزيزتي هذه آخر ليلة لنا في هذه الدنيا واليوم القادم ستصبحين ملاكا في السماء».

يا للهول – كما يقول يوسف وهبي عميد المسرح العربي – فهل سيجدان سوى العذاب المقيم ولكن هذا لا يهم، فإن المهم هل يعقل أن يقوم بهذه الأعمال غير مخمور أو محشش ؟! وأختم بالذي افتتحت به الأستاذة سمر المقرن في مقالها المنشور بجريدة «الجزيرة» يوم 28/‏ 1/‏ 1439هـ ونصه: «مُرعبة هذه الجرائم التي نراها ونسمع عنها عبر وسائل الإعلام، والمرعب أكثر هي نوعية هذه الجرائم، حيث في أقل من شهر يقوم ولدان بقتل أميهما، الأول الذي قتلها دهساً على طريق الرياض- رماح، والثاني قتلها طعناً بالسكين في مدينة رفحاء».

ثم تختم مقالها بما يوافقني بما ذكرت أنه السبب وراء هذه الحوادث وهو الإدمان بقولها: «وصول حالات العنف إلى حد الذروة بهذا الشكل هو أمر فعلاً مخيف، وتكرار الحالات، بل وكثرتها لا يحتاج إلى تعليق الأسباب على المرض النفسي أو الإدمان».

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة البقرة: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا».