-A +A
لقد جاءت تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة التي أجراها مع وكالة «رويترز» العالمية، مساء أمس الأول، حول خلاف السعودية مع قطر المجاورة، في غاية الواقعية والشفافية، بتأكيده أن الخلاف لم يؤثر على استثمارات الدولة، وأن مسألة قطر هي «مسألة صغيرة جدًا جدًا جدًا»، وهذا التوصيف دقيق جداً، فالمملكة لديها شراكات إستراتيجية عالمية وطموحات ومشاريع مستقبلية عملاقة بمئات المليارات لتحقيق رؤيتها التي لفتت أنظار العالم الأول، وهذه الأولويات أكبر بكثير من التفكير والتركيز على الخلاف مع قطر واعتباره قضية ذات اهتمامات وأولوية قصوى. كما لم تأت تصريحات الأمير محمد بن سلمان كرد فعل وقتي ومباشر على تفاعل الأزمة مع قطر، فهي امتداد لسياسة المملكة في نظرتها الواقعية لقضية الخلاف مع قطر، فقد أوضح ذلك وزير الخارجية عادل الجبير، (الثلاثاء) الماضي، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر المركز البريطاني للعلاقات الدولية (شاتام هاوس) «Chatham House» في لندن، أن قطر لا تمثل قضية كبرى بالنسبة للمملكة، ودعا حينها الحكومة القطرية إلى تغيير سلوكها لتعزيز مجلس التعاون الخليجي.

المملكة تعاملت مع الأزمة القطرية وفقاً لما يقتضيه الموقف، وهو موقف عربي إسلامي وعالمي اقترب من الإجماع على أن قطر دولة تسير على نهج خاطئ بدعمها وتمويلها للإرهاب بكافة أشكاله، ونظراً لتوفر الأدلة الكاملة التي تدينها، بناء عليه تم اتخاذ إجراءات رادعة لها، تمثلت في مقاطعتها وفقاً لأطر السياسة والأنظمة الدولية، والكفيلة بردعها وإجبارها على الالتزام بالمواثيق والعهود والكف عن أي أنشطة تهدد أمن وسلم المنطقة والعالم.