-A +A
حمود أبو طالب
وأنا أشاهد الأمير محمد بن سلمان على منصة حوار منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، تذكرت قصة طريفة من الماضي، فذات زيارة لأحد الوزراء الى إحدى المناطق نهض معاليه صباحاً واستنفر الجمع الكبير الذي يرافقه استعدادا للخروج من الفندق وبدء جولته التفقدية. لبس ثيابه وطلب مشلحه الذي تم تسليمه للفندق مبكراً لتجهيزه بالمكوى، فجأة بدأ الهرج والمرج بين المرافقين بعدما اكتشفوا أنه تم إرسال المشلح لمغسلة خارجية بسبب عطل مغسلة الفندق مؤقتا، وعندما علم الوزير بالأمر قامت قيامته وأطلق عاصفة من الغضب على الجميع، وكان لا بد من انتظار حضور المشلح لأن معاليه كان يزمجر: كيف أخرج على الناس بدون مشلح، رغم أنه سيزور مرافق خدمية ويجتمع بمسؤوليها، لا أكثر.

تذكرت تلك الحكاية وأنا أشاهد الأمير محمد بن سلمان بين أباطرة الاقتصاد والأعمال وأمام جمع غفير، وهو بلباسه العادي وصندله، لا مشلح ولا أي مظهر من مظاهر الهوس بالشكليات، لكن كان هذا الرجل البسيط مظهراً حديث العالم بمحتوى طرحه في المنتدى، ومبادراته الخلاقة التي أطلقها لتعيد ترتيب وطن بأكمله. كان محمد بن سلمان يجسد ديناميكية الشخص الـ«الكاجوال» الذي ينظر إلى آفاق المستقبل وليس إلى مظهره، وربما كان يرسل إشارة إلى المسؤولين بأن المرحلة الراهنة لا وقت ولا حاجة فيها لطاووسية المظهر وإنما للإتقان والسرعة والإبداع، وأن الوقت الذي يضيع في ترتيب وضعية المشالح على الأكتاف يمكن استثماره في الإنجاز.


لعقود طويلة أتعبنا كثير من مسؤولي المشالح الذين يحرصون على أناقتها أكثر من حرصهم على العمل، لكننا الآن ندشن مرحلة الكاجوال مظهراً والأناقة المتناهية عملاً ومخبراً، التي أطلقها عرّاب المستقبل محمد بن سلمان.

habutalib@hotmail.com