-A +A
عكاظ (جدة)

حذر الكاتب البريطاني كون كوفلين محرر الشئون العسكرية فى صحيفة «تيلجراف»، فى مقال نشرته الصحيفة اليوم (الأربعاء)، من استمرار الحكومة البريطانية فى حالة الحياد السلبى تجاه الأزمة بين قطر والدول العربية المقاطعة لها.

وقال كوفلين، إن تعليق بانون مستشار ترمب السابق بشأن ضرورة محاسبة قطر على تمويلها للإخوان وجماعات الإرهاب الإسلامى الراديكالى الأخرى، يجب أن تأخذه الحكومة البريطانية بجدية، خاصة وأن المسؤول الأمريكى ساهم بدرجة كبيرة فى رسم السياسة الخارجية فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب ولديه معرفة دقيقة للوضع.

وأضاف، أنه لا يمكن لبريطانيا أن تقف مكتوفة الأيدى حيال ما تفعله الدوحة، ويجب دراسة تعليق «بانون» المتعلق بأن أهم مواجهة فى العالم الآن ليست مع تنظيم داعش فهو ليس العدو الأول ولكن بين المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية المعتدلة من ناحية، وقطر من الناحية الأخرى، فى ضوء دعم الأخيرة للإرهاب والتشدد وعلاقاتها الوثيقة مع إيران.

وأوضح كوفلين بأن الخلاف الدبلوماسى بين قطر والدول الأربع تصدر عناوين كثير من الصحف، ولكن القليل من خبراء السياسة الخارجية الأجانب تعاملوا مع الأمر بالجدية التى يتم التعامل بها مع قضايا خارجية أخرى، مثل أزمة صواريخ كوريا الشمالية، وأكمل: «مع اقتراب نهاية العام الأول للرئيس الأمريكى دونالد ترمب فى البيت الأبيض، أصبح من الواضح أنه ينظر للعالم على أنه منقسم إلى دول تؤيد الولايات المتحدة ومصالحها ودول لا تؤيد أمريكا»، وعند تطبيق ذلك على الشرق الأوسط، فإن التطرف يمثل تهديدا للمصالح الأمريكية، ومن ثم فإنه من المرجح أن تعارض الولايات المتحدة قطر وإيران اللتين لديهما باع طويل فى دعم التطرف.

واضاف، أنه مع اقتراب نهاية الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، اصبح واجبا على دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا أن تعمل معا وبقوة للحيلولة دون امتداد التشدد والتطرف إلى دول ومناطق أخرى.

ويرى الكاتب والمحرر للشؤون العسكرية في «تليجراف»، أنه بينما يبدو ترمب حازما في سياسته ضد التشدد، فإن بريطانيا تبدو غير حاسمة فى تعاملها مع الأمر وأنها ترسل رسائل متضاربة حيال قطر، موضحا أنه على سبيل المثال فإن عدم اتخاذ وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون، موقفا حازما وقاطعا، فيما يتعلق بأزمة قطر أغضب حلفاء بريطانيا فى الخليج، وأنه مع اقتراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، فإن الحكومة تسعى لإيجاد فرص تجارية جديدة، ولهذا يتوجب على بريطانيا أن تعرف من يخدم مصالحها ومن يعاديها، وبناء على ذلك، يرى «كوفلين» أن ما يخدم المصالح البريطانية ليس بيع المقاتلات لقطر، ولكن توطيد الصلات مع حليف استراتيجي مثل السعودية.