تركي آل الشيخ
تركي آل الشيخ
علي مكي
علي مكي
-A +A
علي مكي *
«التحدي لا ينتظر إطلاقاً... والحياةُ لا تلتفت إلى الوراء،

شهر ونيّف هو فاصلٌ من الزمن»..


ولكنني وجدتها على أرض الواقع متحققة

عندما تابعتُ ما يحدث في مشهدنا الرياضي خلال فترة قصيرة فقط.

فمن إلغاء مسمى جميل عن دورينا الوطني،

إلى إعفاء الموظف في غرفة فض المنازعات خالد حسن شكري

إثر رصد بعض التجاوزات وإحالته إلى التحقيق،

ثم كشف الفساد الأكبر في لجنة الاحتراف

وإحالة رئيسها الأسبق إلى هيئة الرقابة والتحقيق

وبين كل ذلك حسم مواضيع المواليد

واستقطاب الكفاءات المميزة وطنياً وعالمياً

وتحدي الإدارات الشرسة والمتحايلة

وعقد اتفاقيات تطوير الحراسة، والملاكمة، وإعادة الشطرنج، ودعم الهلال كممثل للوطن في المعترك الآسيوي، حتى وصل نهائي القارة، والأهم من كل ذلك دعم المنتخب الوطني بشكل لا مثيل له من أجل حضور رائع في المونديال العالمي.

وقبل وبعد ذلك وأهم من كل شيء

هو إسكات الأصوات المتسلقة كالنباتات الطفيلية

وكالعشب الانتهازيّ الذي يتسلّق أسوار السلطان!

هذه التحديات التي واجهها تركي آل الشيخ

وهذه المواجهات التي جابهها تركي آل الشيخ

وهذه المبادرات التي تصدى لها تركي آل الشيخ

تجعلني وأنا الذي ينبض جسده بدم أخضر

يبدأ من «الراقي» ويتجلى في منتخبه الوطني،

أقول: نحن في مرحلة تصحيح حقيقية

لا أقلل من جهود من سبقوه

ولكن دائما كانت هناك محطات شائكة تفسد كل العمل الجميل!

لكن هنا اليوم..

تحول الأمر إلى معركة بمساحة حرب في حالة صراع

فحسم الأمر بلسعة تعيد لنا عبقرية محمد علي كلاي وإبداع مارادونا

وكان ذلك بأقل قدر من الضجيج وأكثر فعالية في التأثير

وبقناعة الجمهور الذي لا يعجبه أي شيء

ومهما قيل ويقال وسيقال عن الدعم اللوجستي الذي سهّل وأجاز كل هذا

أقول وأنتم تعرفون أكثر مني مَن هناك من القامات التي لها كل تقدير وتمتلك من الدعم الذاتي قبل الدعم المكتسب ما يجعلها تتخذ هذه المبادرات والتحديات

ولكن لسبب ما.. تأجل كل شيء 30 عاما

ليجيء رياضي رقيقٌ وصارمٌ معاً

وكأنه قلم رصاص مبريٌّ بحدة

وناعمٌ أيضاً، كأنما يحمل الشراسة والنعومة في آن معاً،

أي بإحساس الشاعر ومهارة الفرسان

جاء ووضع الرياضة في مسارها الصحيح!

ربما لن نحقق الآن ما حققناه سابقا

المهم أننا عرفنا الطريق الصحيح

واجتثت الحقيقة التباسات الخرافة

الرياضة وجه من أوجه الحياة والوطن

ومتعة للجمهور وشكل من تجليات الفرح..

لكنّ تركي آل الشيخ

الذي أتمنى أن يثمر ما أنجزه فعلاً مبهجاً

وهذا لن يتحقق على أرض الواقع

إلا باقتناع الرياضيين

لاعبين وإداريين وداعمين

أما الجماهير

فهي لا تشارك في الطبخة ولكن تزرع البهجة في تقديم العشاء، وإذا كان لي شيء أخير أقوله فهو

أن القادم سيكون أجمل،

وليت البقية يقتدون بتركي آل الشيخ

وينظفون حقائبهم من الصدأ والصديد!

شكرا تركي آل الشيخ

شكرا لوطني.

* كاتب وصحفي من أسرة «عكاظ»