-A +A
خالد السليمان
لم يبالغ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال إن مشروع «نيوم» هو مكان للحالمين وحدهم، فكل ما حققته البشرية وقطفت ثماره من تقدم كانت بذوره الأحلام !

ما إن انتهى الأمير من حديثه حتى سألت الخبير الاقتصادي محمد العنقري الذي عهدته دائما صريحا وبصيرا عن رأيه في المشروع وفرص نجاحه فقال إنه مشروع واعد سيغير وجه المنطقة وأسهب في شرح المقومات التي تجعل نجاحه ممكنا، ومنها الموقع الجغرافي المميز وحاجة العالم لمركز محوري يربط بين قاراته ‪حركة تجارته‬، وعندما سألته عن تكلفة المشروع كان رأيه أن جزءا كبيرا من القيمة المعلنة التي تسهم بها المملكة ستكون في تقييم أرض المشروع والبنى التحتية الأساسية، بينما ستسهم الاستثمارات المحلية والخارجية المجتذبة في قيامه !


أهم من جذب الأموال في هذا المشروع هو جذب العقول والكفاءات التي تتنافس عليها دول العالم المتنافسة على التقدم التقني، وإذا كان الأمير محمد قد قال إنه لا مكان لغير الحالمين في «نيوم»، فإنه أيضا لا مكان لغير العقول القادرة على صناعة المستقبل، والكفاءات القادرة على إنتاجه !

إنه مشروع لا يربط بين العالم كمركز محوري جغرافيا واقتصاديا وسياسيا وسياحيا وحسب، بل واجتماعيا أيضا، حيث ستذوب الفوارق ويتعايش الناس هناك في عالم واحد من كل الألوان والأجناس والأعراق لا فضل لأحد منهم على الآخر سوى بمقدار ما يسهم به عطاؤه !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com