-A +A
الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود
لا بد من نافذة أو بوابة أو قنطرة إلى المستقبل المنظور في حياتنا وما نبنيه لأجيالنا القادمة، ولا بد من أن نرى من خلالها موقعنا وتفاعله مع هذا العالم الذي يحيط بنا ونحن جزء منه، وكيف نتعامل معه بمفاهيمه وأنظمته وقوانينه... هذه المنطقة المهمة الغنية والإستراتيجية من وطننا الغالي هي مستقبل الأجيال... فموقعها يحتم علينا النظر إليها ليس «كبوابة الشمال» فقط ولكن «كبوابة المستقبل» ومستقبل القرن القادم وما بعده. هي الأمل في تكوين المفهوم الجديد حتى يتسنى لنا أن نستثمر في الوطن والمواطن.

تسعى الدولة أعزها الله إلى تطوير مفهوم «التخصيص» وتشجع على تبنيه وتطبيقه بأسلوب يتماشى مع العولمة وأنظمتها الجديدة.. وهنا يجب التفكير الجدي في استغلال المنطقة من خلال المفاهيم الجديدة كإقامة «منطقة حرة»، وتشجيع مفهوم جديد للصناعة مبني على استغلال «الغاز»، كذلك التركيبة التي تحرك رؤوس الأموال السعودية الخاصة والاستثمار الأجنبي جنباً إلى جنب، حتى نستعيد الأموال السعودية المستثمرة خارجياً ونجلب المستثمر الأجنبي عندما يعامل بالمثل ويجد الميزات التي تحظى بها هذه البلاد، فنكسب صديقاً دائماً ما دامت مصلحته وفائدته لدينا.. فالاستثمار في هذا المخزون الهائل والمستقبلي واستغلاله لتوطين الوظائف وإتاحة فرص العمل للأجيال القادمة هو ما نتطلع إليه.. كما نتطلع إلى الاستثمار في روائع ما وهبه الله من جمال الطبيعة في تلك الشواطئ والواحات وما تحويه وما حولها، لبناء صناعة سياحية على البحر الأحمر، بدءاً من حقل ومروراً بالبدع وضبا والوجه وصولاً إلى أملج حيث تكمن هذه الثروات الهائلة التي تنتظر من يستغلها ويقدمها لمواطن هذه البلاد ليفيد ويستفيد، إضافة إلى تلك الكنوز التي يتطلع العالم إلى اكتشافها والتعرف عليها في ثرواتنا الأثرية التي تعكس حضارات من آلاف السنين من خلال روعة البناء والنحت والحفر، عدا ما هو مطمور ولم ينقب عنه إلى الآن.


فهناك صناعات يفوق دخلها معظم الصناعات، ونحن في أمس الحاجة لاستغلالها لإضافة منطلق لمواطني هذه الجزيرة، وبناء البنية الأساسية واستقطاب شريحة خاصة من السياحة الخارجية التي سيكون مردودها على السياحة الداخلية كبيراً وعظيماً لما ستضيفه من مصادر دخل تفوق كل التوقعات. كانت تلك البداية التي بعثت فينا كمجموعة روح المسؤولية تجاه الوطن وآمال قيادته الكريمة.

* وزير التعليم السابق